مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)
- خاص - متولي محمود الإثنين, 09 مايو, 2016 - 09:23 مساءً
مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)

واصلت السلطات المحلية والامنية في العاصمة المؤقتة عدن عملية التهجير الجماعية للمواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية خاصة مدينة تعز تحت ذريعة الاجراءات الامنية في المدينة.
 
ولقيت عملية التهجير التي تدخل يومها الثالث إدانات رسمية وشعبية واسعة من قبل رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة، وصفت جميعها تلك الممارسات بالجريمة، مستنكرة ارتكابها داعية الى إيقافها.
 
وتوسعت عملية التهجير اليوم لتشمل ثلاث مديريات جديدة داخل عدن، بعد ان كانت محصورة امس في مديرية المنصورة فقط.
 
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو لعملية الترحيل التي استهدفت اعدادا كبيرة من العاملين في عدن.
 
وعكست تلك الصور الاهانات التي تلقوها وهم على متن الشاحنات التي أقلتهم الى خارج مدينة عدن، دون تفريق بير صغير وكبير، و مريض وعامل.
 
محرر (الموقع) في تعز إلتقى بعض الاشخاص الذين تم ترحيلهم من عدن، واستمع لشهادات حية منهم.
 
وكشفت تلك الشهادات عن تعرض المرحلين لسوء المعاملة، والاهانات، والتمييز العنصري،
 
تعز حازت نصيب الأسد
 
محمد الأديمي (تعز، من مواليد 1958م) تحدث لموقع (الموقع) عن زنازين مكتظة بالمعتقلين في معسكر الصواريخ، غالبيتهم من تعز. 
 
يقول: أعمل في عدن منذ أشهر ومستقر في منطقة المعاشيق، و في يوم 3 / 9 / 2016 م ذهبت لمديرية المنصورة وأثناء تواجدي بجوار مطعم الشرق، تفاجأت بعدد من الجنود يحيطون بي، ويطلبون مني الصعود على طقم عسكري."
 
ويتابع: عرضتُ عليهم بطاقتي الشخصية، ولكنهم رفضوا تفهم الأمر، ليتم بعدها نقلي إلى معسكر الصواريخ (الدفاع الجوي) و احتجزت هناك لنصف يوم في زنزانة مكتظة بالمرحلين من المحافظات الشمالية، غالبيتهم من تعز".
ويواصل حديثه: "بعدها تم ترحيلنا على متن شاحنات "دينات" خارج المحافظة، وما إن وصلنا إلى جوار مصنع الحديد، الواقع في منطقة حدودية، أنزلونا من على الشاحنات وأمرونا بالتحرك إلى تعز، دون أي مراعاة لحقوقنا الانسانية، إذ كنا بلا مأكل أو مشرب، رغم استجداءاتنا لهم قبل الترحيل لبضع قطرات من الماء، لكن دونما جدوى." استطرد محمد الأديمي
 
تعامل بطريقة مُهينة
 
أما هلال صالح عثمان فارع (من معافر تعز ومن مواليد 1985م) قال: "كنت مع ابني الأصغر في السوق، حيث تم اعتقالي." وأضاف هلال في حديث خاص ل"الموقع": "أخبرتهم بأن لي أسرة هنا في عدن، وأنني أعمل في المنصورة، لكنهم رفضوا التعاون معي.
 
ويضيف: صعدتُ إلى سيارة الشرطة بالقوة، وتم نقلي إلى معتقل، ومن هناك نقلنا عبر سيارات نقل كبيرة، وتم ترحيلي مع آخرين إلى "طور الباحة".
 
وعن وجود آخرين لا يزالون في الزنازين، قال فارع: "سجن المنصور مليء بالمئات من أبناء تعز، وغالبيتهم يمتلكون وثائق شخصية، وهناك من تم أخذهم من جوار أسرهم في مديرية المنصورة."
 
مرضى بلا مراعاة
 
أحد المُهجرين، رفض الإفصاح عن اسمه، حيث لا يزال يأمل بالعودة إلى عدن لكسب لقمة العيش، قال: "أخذوني من الشارع، عندما كنت متوجها لتناول وجبة الغداء في أحد مطاعم المنصورة."
 
يقول: "أوقفني أحد الأطقم العسكرية وطلب مني إشهار بطاقتي الشخصية، وعندما فعلت، تم اعتقالي بحجة أن بطاقتي صادرة سنة 2014م،  إبان سيطرة الحوثيين على الدولة.
 
ويضيف: أنا مصاب بمرض السكـري، وعندما طلبت من قائد الطقم بالسماح لي بالعودة لأخذ دوائي على الأقل، رفض ذلك، بل إن أفراد الطقم قاموا بإتلاف ما كان معي من أدوية ضرورية آخذها أينما ذهبت، وقاموا بتوجيه ألفاظ عنصرية. لقد عاملونا بطريقة مُهينة لم نكن نتوقعها."  يضيف المُهجر لموقع "الموقع".
 
شهادات صادمة
 
"من الصعب الحديث عن مثل هذه التصرفات." يقول الصحفي والناشط "معتز الشرجبي" (أحد سكان مدينة التربة الحدودية مع الجنوب).
لقد أصبت بصدمة عند تسجيلي لبعض الشهادات، وشعرت بأن الأمر أكبر من كونه مجرد حملة أمنية، وهناك تعمُّد واضح من قبل بعض الجهات في إذلال المرحلين." أضاف معتز، في حديث خصه "الموقع".
 
وعن كون القضية سياسية، يقول "الشرجبي" إنه، مع فريق حقوقي، سيعملون على توثيق الحجم الأكبر من شهادات المرحلين، وسيحاولون عدم تسيس القضية، والتعامل معها على أساس إنها فعل "وقتي ومن قبل جهات محددة" وليس توجها دائما من سلطات رسمية.
 
مناشدة حقوقية
 
وناشد الناشط "معتز الشرجبي" المنظمات المحلية والدولية الاضطلاع بواجبها الإنساني، فيما يخص إيواء هذا العدد من المرحلين، وتوفير اللازم. "أطالب كل المنظمات الدولية بالقيام بدورها ناحية المُرحلين، وأتحدث هنا عن دروها الأخلاقي والإنساني تجاههم وحسب." أضاف الشرجبي.
 
وحول الطريقة في التعامل مع المرحلين أردف "معتز" : " إن التعامل العنصري والألفاظ النابية التي صدرت من السلطات الأمنية، وأوضاع الترحيل ومن قبلها الاحتجاز، كل هذه تعكس مدى العنف الممنهج ضد أبناء المحافظات الشمالية، والذي لم يكن يتوقع أن يطفو على السطح.".
 
 
 


- صور :

مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)
مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)
مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)
مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)
مرحلون من عدن يسردون لـ(الموقع) شهادات صادمة عن عملية ترحيلهم الى تعز (استطلاع خاص)

التعليقات