وفاة "فتحية الجرافي" أرملة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني
- صنعاء الثلاثاء, 19 مارس, 2024 - 02:53 صباحاً
وفاة

توفيت في العاصمة صنعاء، زوجة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، الأستاذة فتحية إسماعيل الجرافي، بعد معاناة مع المرض، وعن عمر ناهز الثمانين عامًا.

 

وقالت مصادر متطابقة، إن أرملة الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، توفيت الإثنين في صنعاء، متأثرة بمرض عضال ألم بها.

 

وأشارت المصادر إلى أنه سيتم مواراة جثمان المتوفية فتحية الجرافي بمقبرة "ماجل الدمة" الغربية، بعد الصلاة عليها في جامع حجر بشارع حدة، بعد صلاة فجر اليوم الثلاثاء.

 

ونعى يمنيون وأدباء ومثقفون الراحلة فتحية الجرافي أرملة شاعر اليمن الكبير البردوني.

 

وكانت الفقيدة من أوائل الجامعيات اليمنيات المبتعثات للدراسة في القاهرة، حيث تعلمت واكتسبت الخبرة والمعرفة قبل عودتها لليمن، وبعد عودتها لليمن مارست معظم الأنشطة التربوية والتعليمية، وكانت مربية فاضلة وناشطة نسائية عملت لسنوات طويلة بصمت وإخلاص، وأسست الكثير من المشاريع التطوعية والمؤسسات التربوية والخيرية.

 

فتحية الجرافي، هي الزوجة الثانية للشاعر عبدالله البردوني، ومثلت في حياته السند والعون والكيان الداعم الوحيد، كان يناديها الأستاذ البردوني "فتّوحة" فأحبّت فتحية هذا الاسم، فيما هي لم تكن تناديه إلا بصفته المتعارف عليها بـ "الأستاذ".

 

وفي إحدى مقابلاتها الصحفية قالت فتحية الجرافي عن زوجها الراحل: "سيبقى وفائي أبدي للفقيد البردوني الذي كان يمنحني جُل اهتمامه خلال حياتنا الزوجية".

 

وتزوّج البردوني من فتحية الجرافي في العام 1976، إبان حُكم الرئيس إبراهيم الحمدي لما كان يُعرف بـ "الجمهورية العربية اليمنية". وهي الزوجة الثانية للشاعر، بعد وفاة زوجته الأولى "فاطمة الحمامي".

 

وتعرف البردوني على الراحلة فتحية الجرافي، عندما كان مديراً للبرامج بإذاعة صنعاء، وهي مديرة لمدرسة "بلقيس" المجاورة للإذاعة، إذ كانت طالباتها يطلبن منها سماع البردوني وهو يُلقي الشعر.

 

 

ووصفت الراحلة "الجرافي" زوجها البردوني، بالمحبّ والدودّ والكريم، وأنها لم تختلف معه خلال حياتهم الزوجية. ويظهر حبه لزوجته في قصيدة "جلوة" التي نسجها لها عام 1978.

 

ورافقت "الجرافي" زوجها في معظم سفرياته لحضور مؤتمرات شعرية وغيرها.

 

وبعد رحيله، واجهت "الجرافي" العديد من الخلافات، وعاشت بلا راتبها التقاعدي، والذي توقف منذ فترة ضمن مرتبات جميع المتقاعدين الموقوفة منذ سنوات.

 

عبد الله صالح حسن الشحف البَرَدُّوْنِي (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة ببلده والثقافة الشعبية أبرزها الصراع بين النظام الجمهوري والملكي الذي أطيح به في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 وغلب على قصائده الرومانسية القومية والميل إلى السخرية والرثاء وكان أسلوب ونمطية شعره تميل إلى الحداثة عكس الشعراء القبليين في اليمن.

 

ولد البردوني عام 1929 في قرية البرَدُّون في محافظة ذمار وأصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدانه بصره وهو في الخامسة من عمره، ولُقب على أثر ذلك بمعرّي اليمن نسبة إلى الشاعر الأعمى أبي العلاء المعري تلقى تعليمه الأولي في قريته قبل أن ينتقل مغتربًا عن أسرته إلى مدينة ذمار ويلتحق بالمدرسة الشمسية الزيدية المذهب.

 

بدأ اهتمامه بالشعر والأدب وهو في الثالثة عشر من عمره ودأب على حفظ ما يقع بين يديه من قصائد وانتقل إلى صنعاء في أواسط العشرينيات من عمره ونال جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية أدخل السجن في عهد الإمام أحمد بن يحيى لمساندته ثورة الدستور عام 1948، وفق ويكبيديا.

 

للبردوني أعمال لم تطبع في حياته، طبعت منها الهيئة العامة للكتاب في صنعاء ديوانين في كتاب واحد حمل عنوان: "رحلة ابن شاب قرناها" و"العشق في مرافئ القمر"، وأثارت جدلاً في الوسط الثقافي اليمني شكاً في صحة نسبتهما إليه، رغم تأكيد أقرباء البردوني على ذلك.

 

وله أيضاً كتب مفقودة ذكرها البردوني في حياته ويعتقد إنها أخفيت من قبل نظام علي عبدالله صالح، أي كتاب الجمهورية اليمنية، وله أيضاً كتاب نقدي مفقود هو كتاب الجديد والمتجدد في الأدب والنقد وكتاب ثوار في رحاب الله وهو برنامج إذاعي يتحدث فيه عن شخصيات مغمورة من ابطال ثورة سبتمبر 62، غير أن زوجة الشاعر البردوني نفت حقيقة تلك الشائعات، وكشفت حقيقة الأمر، بالقول: "لم يكن لديه سوى ديوانين مخطوطين، و لم يطبعا حتى اليوم، الأول بعنوان رحلة من شاب قرناها، والثاني العشق على مرافئ القمر، وقد أخذتهما بعد رحيله من البيت وخبأتهما عند الحاج محمد الشاطبي، أحد أهم كتَبَة الأستاذ، وهو صديق وجليس دائم للأستاذ، وامتدت صداقتهما تقريباً 50 عاماً، بحيث كان يلازمه غالبية أوقاته، أما بقية الكُتب التي يقال إنها مازالت مخطوطة، هي مقالات كان الأستاذ ينشرها في عدد من الصحف المحلية"، وله أيضاً رواية مخطوطه بعنوان العم ميمون، وقد طبعت له الهيئة العامّة للكتاب في صنعاء أيضًا كتاب بعنوان "مستطرف معاصر" بالتعاون ماليًّا مع مؤسسة شعراء على نافذة العالم للثقافة والإبداع.

 


التعليقات