الفل التهامي في مأرب لأول مرة.. للحرب وجوه أخرى (فيديو خاص)
- محمد حفيظ الثلاثاء, 14 مايو, 2019 - 10:50 مساءً
الفل التهامي في مأرب لأول مرة.. للحرب وجوه أخرى (فيديو خاص)

[ الفل وصل مأرب للمرة الأولى ]

حل على المدينة ضيف جديد سببت له الحرب نزوحا مرغوبا إلى محافظة مأرب (شرقي اليمن) التي حرمت منه طوال العقود الماضية، وصل معلنا صيفا جديدا مزينا شوارعها للمرة الأولى، ومدشنا فرص عمل جديدة لجيل من الشباب الذين وجدوا في مأرب مساحة لبيع هذه النبتة المفضلة لدى اليمنيين.

 

غزت زهرة الفل مدينة مأرب لأول مرة في تاريخها، وبات الفل اليوم يعرض ويباع هناك بكميات لا زالت قليلة، لكنها تتكاثر كل يوم منذ وصوله قادما من مناطق زراعته في الحديدة غربي اليمن قبل عام، كما يقول بائع الفل محمد سليمان (25 عاما).

 

يقول محمد للموقع بوست إنه برفقة شقيق له يعتبرون الموردين الوحيدين للفل إلى مأرب، ويتم جلبه من أسواق الحديدة إلى محافظة ذمار (وسط اليمن) ومن ثم يقومون بنقله إلى مأرب مع السيارات التي تنقل القات إلى المحافظة.

 

الفرق هنا أن القات الذي يصل إلى مأرب يقدر بـ15 طن يوميا، بينما مقدار الفل الذي يصل إلى حوالي 50 كيلوجراما فقط، لكنها الحرب تصنع المفارقات، وهي الحرب التي دفعت بالفل نازحا إلى مأرب كحال مليون وخمس مئة ألف مواطن نزحوا ويحلون الآن في مدينة مأرب بسبب الحرب صانعة جملة تقول: "حيث يوجد الفل يوجد السلام ".

 

يقول محمد، بائع الفل في مأرب: "نورد كل يومين شنطة (حقيبة) ممتلئة بعقود الفل المختلفة الأحجام يصل حجمها تقريبا إلى 50 كيلوجراما من الفل يباع خلال يومين، ومن ثم نقوم بتوريد صندوق آخر لبيعه خلال اليومين المقبلتين وهكذا".

 

 

 

ويوضح محمد البداية المشرقة لبيع الفل لأول مرة في مأرب قائلا: "بدأت أنا ببيع الفل هنا في مأرب في مثل هذا الشهر في شهر شعبان 2017م". ويصف تلك البداية بأنها كانت تجربة ناجحة لأنه حصل على سوق كان خالٍ من بائعي الفل كباقي المحافظات التي تزدحم جولاتها بالباعة، "وكان لا يوجد أي بائع للفل ولا يوجد فل هنا بمأرب" .

 

ويشير إلى أن العمل كان في البداية ضعيفا والبيع قليل، "لكن في الوقت الراهن العمل يتحسن مع وجود عدد كبير من السكان الذين استقرت أوضاعهم في مأرب ويتوافدون لشراء الفل".

 

 

يقول محمد إن أبناء مارب الأصليين كانوا لا يأتون كثيرا لشراء الفل، لكنهم الآن أصبحوا لديه من الزائرين لشراء الفل، معتبرا ذلك مؤشرا على زيادة الإقبال على هذه النبتة.

 

ويزداد بيع الفل في مأرب يوم الخميس من كل أسبوع، وهو ذات الحال في المحافظات اليمنية، حيث يعتبر الخميس نهائة الأسبوع، وله مزاج خاص لدى كثير من الأسر اليمنية، يوضح محمد أن الإقبال على الشراء يرتفع في مأرب كل يوم خميس، حيث يبيع أعلى كمية من البضاعة التي يجلبها إلى هنك.

 

 
شاهد .. الفل التهامي في مارب لأول مرة .. للحرب وجوه أخرى

شاهد .. الفل التهامي في مارب لأول مرة .. للحرب وجوه أخرى

Posted by ‎Almawqea Post الموقع بوست‎ on Monday, May 13, 2019

 

وجه هذا الشاب أصبح مألوفا في زاوية الشارع، وتحت تاج كبير من الفل الصناعي ملفوف على حديد بشكل تاج صنعه وشكله محمد كعلامة لمكان بيع الفل بات معلما واضحا في تلك الجولة وسط مدينة مأرب، ويتجمع ثمانية آخرين من باعة الفل سمر البشرة متقاربة أعمارهم، وجميعهم فروا من الحرب مع عقود الفل التي تعتبر اليوم مصدر رزقهم الوحيد.

 

وترتص بجوارهم أكثر من 10 صناديق من الفيبر بيضاء اللون، تمتلئ بعقود الفل وحبوب الثلج الذي يحافظ على طراوة زهور الفل، وترتيب عقودها التي يصففها رجال ونساء لديهم خبرة في تشكيل عقود الفل، لتظهر بأشكالها الجميلة بترتيب حلزوني، تختلط فيه زهور الفل البيضاء بزهور بنفسجية قطيفية بمزيج لوني لتعطي المشتري رائحة زكية وميزة بهية بنفس الوقت.

 

كما تختلف أيضا أسعار عقود الفل باختلاف أحجامها، فالعقد الصغير يباع بـ300 ريال، والأكبر منه يباع بـ2500 ريال، وهناك عقود أكبر حجما تباع بمبالغ تتراوح بين 500 ريال (تعادل دولار واحد) إلى ألف ريال.

 

يعود محمد سليمان بكلامه إلى البداية في تجارته بالفل في مأرب، ويقول إن الفل كان يتعرض للتلف أحيانا، بسبب عملية النقل، وضعف الإقبال عليه، خاصة في بقية أيام الأسبوع.

 

 

ويوضح بأنه كان يعمل في صنعاء لبيع الفل، ثم انتقل إلى مسقط رأسه في الحديدة، بينما شقيقه كان في صنعاء يتاجر بالفل، ثم نزح الجميع من صنعاء بسبب تأثر عملية بيع الفل، وهو واقع بحسب تعبيره أثر على كثير من نظرائه الذي تركوا العاصمة صنعاء واتجهوا إلى مدن أخرى مثل عدن وإب وحضرموت.

 

ويعد الفل في محافظة الحديدة أحد المحاصيل الزراعية الموسمية لدى المزارعين، وينتشر الفل في موسم الصيف بشكل واسع، وتنخفض أسعاره في الموسم الدافئ الذي ينتعش فيه الفل وينبت بكثرة.

 

 ورغم الصراع الدائر في البلاد إلا أن الفل يبقى رائجا في بعض المحافظات، وإن كان الباعة يعانون كثيرا لترويجه بسبب انشغال الناس بالصدام القائم، كما أن مزارعي الفل لم يتوقفوا عن إنتاجه حتى اليوم، حيث تقول المعلومات المتوفرة إن مساحة زراعة الفل في محافظتي لحج والحديدة والتي قدرت بنحو 16 هكتارا و33 فدانا موزعة على 1200 مزرعة حسب تقديرات سابقة.

 

وتستخدم العديد من الأسر اليمنية الفل كطقس مألوف، للحصول على رائحة منعشة وزكية، وتقبل عليه النساء والرجال على حد سواء.

 


التعليقات