انطلاق معركة "قطع الوريد" بتعز.. هل حانت معركة التحرير؟ (تقرير خاص)
- تعز - خاص الأحد, 26 مايو, 2019 - 01:32 صباحاً
انطلاق معركة

[ معركة جديدة للجيش في تعز ]

انطلقت في الساعات الماضية معركة "قطع الوريد" بتعز، بعد أن أعلن عنها محافظ المحافظة نبيل شمسان.


وخاضت قوات الجيش الوطني معارك عنيفة ضد جماعة الحوثي المتمركزة في أطراف المدينة، والتي تحكم حصار تعز بشكل جزئي من عدة منافذ.


تركزت تلك المعارك بالجبهة الشرقية للمحافظة، تبادل فيها الحوثيون والجيش الوطني القصف بالأسلحة الثقيلة المختلفة.


غموض العملية العسكرية


لا تزال المعارك مستمرة لكن نتائجها وما يمكن أن تسفر عنه غامضة بالنسبة للمحلل السياسي محمد الغابري الذي قال إن أهداف تلك العملية غامضة، ولا يمكن معرفة ما إذا كانت تكتيكية لإضعاف الحوثيين أم إستراتيجية من أجل التحرير. 


لكنه رأى في حديثه مع "الموقع بوست" أن الظروف مواتية لاستكمال التحرير؛ وذلك بسبب انكسار الحوثيين في الضالع وقعطبة تحديدا، غير مستبعد أن تفكر تلك الجماعة بتعويض خسارتها في تعز فتكون عملية قطع الوريد استباقية هجومية لإضافة هزيمة أخرى.


وتتمثل الظروف المواتية في نيلهم من المملكة العربية السعودية، وتصدرهم للأخبار، وهو ما قد يستدعي تدخل الرياض أو على الأقل السماح للجيش الوطني في تعز بدحر الحوثيين، وفق الغابري الذي لفت إلى أن تحرير تعز يحتاج توفر الإرادة لدى التحالف العربي وهو ما قد يتوفر هذه المرة.

عراقيل كثيرة


الحديث عن تحرير تعز صار بالنسبة للإعلامي عبد الكريم الخياطي أمرا فيه الكثير من التخمين والتمني، لكنه لا يعني بالنسبة له أنه مستحيل، برغم أن المعطيات على الأرض لا تشجع، فضلا عن اختلاف القوى السياسية الذي يعطي لمن يعرقلون عملية دحر الحوثيين مساحة كبيرة للوقوف عليها، والقول إن تحرير تعز أمر غير مجدٍ في الوقت الحالي ولن يخدم مصالح معينة.

 

لكن الخياطي استدرك في تصريحه لـ"الموقع بوست"بإشارته إلى إمكانية تحقيق إنجازات لظروف طارئة، موضحا أنه ربما هناك مؤشرات على رغبة الشرعية والتحالف على إظهار أنهم قادرون على تحريك المياة الراكدة، خاصة بعد الرد السلبي للأمم المتحدة على رسالة الشرعية التي كانت بإيعاز من السعودية لتغيير المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث.

 

وأضاف جعل هذا التحالف يرغب في إظهار قدرته على إفقاد الحوثيين الكثير من مكاسبهم ولو بدعم تعز المنطقة الخارجة عن حساباتهم، إضافة إلى أن معارك تلك الجماعة في الضالع وتقدمهم الكبير يحتاج لتكتيك قديم استخدمه التحالف بداية الحرب وهو الضغط من تعز وجبهات أخرى للتخفيف من ضغط الانقلابيين على الضالع ولحج وهي مسألة تهم الإماراتيين وحلفائها.

 

وأفاد بأن الاجتماع الذي تم بين نائب الرئيس علي محسن الأحمر وقيادات الأحزاب الفاعلة لا يكفي، نظرا لوجود عدد من قيادات الأحزاب التي تنتمي إلى تعز تتواجد في مكاتب الأحمر وأخرى تغادر من الرياض أو القاهرة إلى أبوظبي، وما يُطرح في مثل تلك الاجتماعات شيء، يختلف عنه كثيرا ما يتم تناوله في الكواليس وما يتم الإعداد له.


واستدل على أن العملية العسكرية لم يكن مخططا لها بالشكل المطلوب، بأن قوات الحوثي هي التي هاجمت قوات الشرعية في تعز، وكان ذلك بالتوازي مع السماح لقيادات عسكرية في تعز بأخذ إجازة والتوجه للعمرة، مؤكدا أنه حين تستلم المحافظة صواريخ حرارية -كما في مناطق أخرى- يمكن الحديث حينها عن جدية للتحالف بالتحرك باتجاه التحرير.


ولفت الخياطي إلى اختلاف وجهة نظر السعودية والإمارات في كيفية التعامل مع جناح الشرعية في الشمال، مع أن للأولى وحليفتها مصالح مشتركة لكنها تتقاطع في بعض المناطق وتحدث إرباكا لكل طرف، فكل منهما يشعر أن بعض التحركات للآخر قد تفضى إلى عرقلة جهوده.


أدى هذا الاختلاف الخارجي -بحسب الخياطي- إلى مساعدة بعض الأحزاب للتسابق لعرض خدماتها على الطرفين، بطرق مذلة لكل تاريخها السياسي، وتظهر كم الانبطاح الذي وصل إليه حال البلد، معتقدا أن الموقف ربما يتجلى بشكل واضح ووقح  في الصراع الحزبي اليمني بموازاة مع الصراع الإقليمي على البلد داخل تعز التي تعد ملخص الوضع في اليمن والبداية والختام، على حد تعبيره.


يُذكر أن تعز تعيش في ظل الحرب والحصار الجزئي منذ 2015، وهو الأمر الذي يفاقم معاناة سكانها الذين نزح الآلاف منهم طوال تلك السنوات. 


التعليقات