البوست الأخير.. محمد اليمني حكاية اعلامي تنبأ برحيل روحه قبل الموعد (فيديو)
- تعز - خاص الإثنين, 21 مارس, 2016 - 10:07 مساءً
البوست الأخير.. محمد اليمني حكاية اعلامي تنبأ برحيل روحه قبل الموعد (فيديو)

[ محمد اليمني ]

قبل ساعتين من استشهاده كتب الاعلامي محمد اليمني في صفحته بوستاً ابلغ فيه اصدقائه ومتابعيه بأنه سيتوجه الى ساحة المعركة في تعز لتغطيتها اعلاميا كعادته، وطلب منهم الدعاء، ولم يكن يعلم ان ذلك البوست سيكون الاخير في حياته.
 
قبل ذلك بساعات كتب بوستاً بدا وكأنه تلويحة الوداع، حين كتب قائلاً: "الحقيقة تعبت.. أحتاج إجازة مفتوحة ..ليست هذه هي الإجازة التي يبحث عنها مثابر، تعبت روحه من التنقل بين الأشلاء".
 
كان لمحمد ما اراد، واستشهد اليوم, ولقيت حادثة استشهاده موجة من الغضب والحزن عمت الوسط الاعلامي في اليمن عامة، وفي تعز بشكل خاص.
 
وتأتي حادثة استشهاده لتعيد الى الاذهان حوادث مماثلة تعرض لها صحفيون كان آخرهم الزميل احمد الشيباني في تعز، ومن قبله عبدالله قابل ويوسف العيزري في ذمار.
 
ينتمي محمد محمد غالب المجيدي الذي لايزال دمه ساخنا الى قرية الصنع بمنطقة الأمجود مديرية شرعب السلام.
 
ولد في العام  1980م ، وله اربعة ابناء، اثنين اولاد، وبنتين.
 
وكان من أبرز  شباب ثورة 11 فبراير، والثورة السلمية ضد المليشيا، وعاش أحداث الثورتين بروح ثورية متدفقة، ووثق أغلب مسيرات وفعاليات الثورتين.
 
يقول عنه ابن عمه المحامي فيصل المجيدي بأنه حدثه اكثر من مرة بتلقيه تهديدات من أركان في النظام السابق خصوصا خالد علي عبدالله صالح الذي كان يطالبه بأن يوقف نشاطاته مع الثورة وينضم لهم والا سيتعرض للايذاء وللخطف.
 
وبحسب المجيدي فقد اضطر محمد الى تغيير لقبه الى اليمني نظرا لحبه الكبير لليمن.
 
مصدر وراصد
 
يقول عنه من يعرفه انه ظل يكافح في صنعاء طيلة السنوات  التي مضت  مع رفاقه من ثوار 11 فبراير، وبعد اندلاع الحرب الانقلابية في البلد غادر صنعاء، وتوجه إلى تعز، وفي الحالمة وثق أبرز جرائم مليشيا الإنقلاب، وشارك في تغطية أغلب المعارك.
 
ومنذ اقتحام المليشيا لمحافظة تعز قام بتوثيق ورصد جميع معارك الخلاص والتحرير من مليشيات الحوثي والمخلوع في مدينة تعز، ووثق بعدسته جرائم المليشيا في كل بقعة وصلوا إليها.
 
بل إن صفحته تحولت الى مصدر من مصادر الاخبار والصور لكل صحفي، ولمعظم الوسائل الاعلامية، وساعده قربه من الشيخ المخلافي ومرافقته له في المعارك الميدانية الى منحه ثقة اعمق فيما ينشره خاصة تلك التي تتعلق بالاحداث في تعز.
 
شاهد حي

المصور الصحفي حسام القليعة الذي رافق محمد في رحلته الاخيرة بساحة المعركة سرد لـ(الموقع) واقعة استشهاده .
 
يقول القليعة: كنا اسفل حدائق الصالح نرصد المواجهات، وفجأة اخترقت رصاصة قناص من جهة جبل الهان،
 
مضيفاً " تفاجأت به يسقط أمامي، حاولت ان اقوم بإسعافه، لكن رصاص القناصة كانوا ينهالون علينا بغزارة، ثم اضطررت أن اظل بجواره، إلى أن أتى طقم من المقامة واسعفه إلى مستشفى الروضة، لكنه وصل ميتاً.
 
تنديد وإدانة
 
استشهاد اليمني احدث ضجة واسعة وسط محبيه واصدقائه الاعلاميين داخل اليمن وخارجه.
 
ونددت نقابة الصحافيين اليمنيين باستشهاده وحملت مليشيا الحوثي المسؤلية مؤكدة في بيان لها بأنها جريمة تضاف الی سلسة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الصحافة والصحفيين في اليمن.
 
تقول عنه توكل كرمان الحائزة على نوبل للسلام : كافح تحت راية الثورة ورفض فاشية الميليشيا، وقاومها بصوته وكاميرتك التي تعرفها كل الأماكن والمناطق.
 
وعندما اخترت أن تكون في تعز اعلامياً تنقل الحقيقة للعالم وتقاوم الفاشية وترصد همجية الانقلاب ومليشياته الغازية، لم يداخلك اليأس أو الإحباط برغم خذلان الجميع، ورغم إصابتك قبل أيام.
 
مضيفة " أنا على يقين تام بان دماءك ودماء شباب الثورة ورجالها سوف تثمر حرية، ودولة مواطنة متساوية لا محالة.
 
اما وزير الكهرباء السابق صالح سميع فقد وصفه بالإعلامي النادر الذي تألق في سماء ثورة الربيع العربي.
 
رحل محمد اليمني، وخلف وراءه كاميرا ملطخة من دمه، لتروي للاجيال قصة دفاعه عن تعز، بينما ذهب هو في إجازة مفتوحة. 
 


- فيديو :


التعليقات