معلمو اليمن معاناة مضاعفة جراء الحرب والانهيار الاقتصادي (تقرير)
- خاص الأحد, 14 نوفمبر, 2021 - 05:34 مساءً
معلمو اليمن معاناة مضاعفة جراء الحرب والانهيار الاقتصادي (تقرير)

[ طلاب في أحدى مدارس اليمن ]

تضاعفت بشكل كبير معاناة المعلمين في اليمن بسبب انقلاب الحوثي، والحرب المتواصلة منذ 7 سنوات، وانهيار العملة اليمنية ووصول قيمة الريال اليمني أمام الدولار إلى150‪0 ريال.

 

حيث أصبحت شريحة المعلمين من أكثر شرائح المجتمع اليمني تضرراً من انهيار العملة وارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي، نظراً لاعتمادهم على الراتب الوظيفي.

 

ففي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يعيش 149344 معلم دون رواتب منذ سنوات بسبب انقلاب مليشيا الحوثي.

 

بينما يعيش المعلمون في مناطق سيطرة الشرعية ظروف صعبة لتدني قيمة رواتبهم أمام موجة الغلاء المرتفعة بسبب انهيار قيمة الريال.

 

تفاقم المعاناة

 

أمة العليم عبدالله مدرسة متعاقدة في إحدى المدارس الحكومية بحضرموت تحدثت للموقع بوست عن معاناة المدرسين المتعاقدين قائلة " مرتبي يساوي 46 ألف ريال وهو متوسط مرتب المتعاقدين في التربية، وهو لا يكفي لشراء كيس أرز، فضلاً عن المستلزمات التي يحتاجها أطفالي".

 

وأشارت إلى أن التدهور المعيشي الذي تشهده اليمن أثر بشكل سلبي على المدرسين المتعاقدين، حيث أن متوسط راتب المدرس المتعاقد يساوي 31 دولار في الشهر، وهو مبلغ ضئيل للغاية.

 

ولفتت إلى أن غالبية المدرسين ليست لديهم مهن أخرى غير التدريس، مما يجعل توفير احتياجات البيت صعبة للغاية، وهو ما يضاعف معاناتهم بشكل كبير.

 

وتقول أمة العليم أنه ينبغي على الحكومة اليمنية النظر بشكل جدي إلى ظروف المعلمين في ظل انهيار العملة وارتفاع الأسعار، ويتوجب عليها رفع أجور المعلمين خاصة المتعاقدين بما يناسب الوضع الاقتصادي وقيمة الريال أمام العملات الأجنبية.

 

الراتب لا يكفي لتغطية الاحتياجات

 

من جانبها قالت نبيلة محمد مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم في عدن "للموقع بوست" أن حالة المعلمين صعبة للغاية في ظل ما تعيشه البلد حالياً.

 

وأكدت أنها كموظفة رسمية تستلم 90 ألف ريال راتبها الشهري بما يعادل 250‪ ريال سعودي، لكنه لا يكفي لتغطية احتياجات البيت والأسرة.

 

وتحدثت نبيلة عن ظروف الأسرة التي تعيلها كونها أم لأكثر من 4 أولاد.

 

دور النقابة

 

قال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي لـ "الموقع بوست" إن النقابة تعمل في ظل استمرار الانقلاب الحوثي والحرب لضمان تحقيق زيادة في الأجور والمرتبات والرفع من القدرة الشرائية للمعلمين في المحافظات المحررة.

 

وأضاف اليناعي "الحكومة ملزمة بالتدخل لتحسين مستوى معيشة التربويين التي تدهورت بفعل الانقلاب وما نتج عنه من ارتفاع جنوني في الأسعار، وانخفاض متواصل لقيمة الريال اليمني أمام الدولار وباقي العملات".

 

وحمل اليناعي جماعة الحوثي المسلحة مسؤولية انقطاع مرتبات 149‪344 معلماً في 9 محافظات خاضعة لسلطتها.

 

وأعرب المسؤول النقابي عن "استياء المعلمين النازحين من حكومة الدكتور معين عبد الملك التي ترفض منذ شهور تنفيذ توجيه نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن بخصوص اعتماد كشوفات مرتباتهم".

 

مسؤولية الحكومة

 

ولفت إلى أن الحكومة بهذا التجاهل تضع نفسها في سلة واحدة مع الحوثي كمنتهكة لحقوقهم القانونية.

 

وقال اليناعي إن جهود نقابة المعلمين اليمنيين اتسمت بدور أكبر في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه منتسبيها خلال أزمة الانقلاب والحرب المتواصلة منذ 7 أعوام.

 

وأضاف "بصفتنا أكبر اتحاد نقابي في اليمن يمثل 130 ألف تربوي فإن هدفنا ظل طيلة هذه السنوات متعلقا بحماية التعليم والمعلمين والطلبة من الهجمات، وأن نستمر في قيادة الطريق نحو الحرية وحقوق الإنسان والتعليم الجيد".

 

وأشار اليناعي إلى أن النقابة سخرت جل أوقاتها لجعل التعليم والمعلمين قضية رأي عام ومحل اهتمام وطني ودولي في ظل سطوة أخبار الانقلاب والحرب التي تغطي على ما سواها.

 

وهاتفنا المنظمات الدولية كثيرا للكف عن تجاهل قضايا معلمي اليمن والتحدث عنها علنا، لأن المزيد من التجاهل الحكومي والدولي يسهم في أن يعيش المزيد منهم في قلب الجحيم.

 

وأكد المسؤول النقابي على ضرورة أن تستوعب الحكومة والمجتمع الدولي آثار انقطاع الرواتب بشكل فجائي وكامل، وانخفاض قيمتها الشرائية، على أهم وأكبر شريحة عاملة ومؤثرة في حاضر ومستقبل أجيال اليمن.


التعليقات