معتقلات الحوثي.. كيف تستثمر الجماعة سجونها لابتزاز المختطفين وأسرهم؟ (تقرير)
- محمد حفيظ الجمعة, 09 ديسمبر, 2022 - 06:41 مساءً
معتقلات الحوثي.. كيف تستثمر الجماعة سجونها لابتزاز المختطفين وأسرهم؟ (تقرير)

[ أسرة الصحفي المنصوري في وقفة احتجاجية للمطالبة بالافراج عن نجلها المختطف بسجون الحوثيين ]

تحت جنح الظلام رغم سطوع الشمس وخلف جدران السجن وتحت قبضة جماعة الحوثي تعرض الصحفي توفيق المنصوري (35 عام ) للتعذيب والضرب على رأسه حتى كُسرت جمجمته دون منقذ ولا دواء ولا حضن أم يواسي آلامه وقهره.

 

المنصوري صحفي مختطف في سجون الحوثي بصنعاء منذ ثمان سنوات على التوالي، أصدرت الجماعة حكم اعدام بحقه وثلاثة صحفيين أخرين جمعتهم حيطان السجن بتهمة واحدة بفعل ممارسة أكثر المهن مدنية ومسالمة، إنها مهنة الصحافة.

 

لم يستطع المنصوري اخراج صوته المبحوح إلى العالم ليحكي ما تعرض له وصعوبة تحمل آلام العذاب في سجن تديره وحشية جماعة بحق الانسان دون سبب وتحت اعتقاد أن كل صوت أنين لا يسمعه إلا الجلاد وجسد ضعيف لم يعد يقوى على تحمل المزيد بعد ثمان سنوات من العذاب والاستنزاف.

 

قتل ببطيء وتعذيب على نار هادئة هذا ما يدور في سجون الحوثيين الذي توفي بفعل التعذيب فيها (128) مختطف، وما سجن الأمن المركزي بصنعاء الذي يحتجز المنصوري فيه إلا واحدا منها, ولكن عصى التعذيب التي تجلد السجناء تدعي الانسانية نهارا تماما كما يفعله عبدالقادر المرتضى الذي يدير حفلات العذاب بحق المنصوري والصحفيين والمختطفين في سجون الحوثيين الذي يزيد عددهم عن 4 آلاف مختطف بحسب تقارير حقوقية.

 

تعذيب ممنهج

 

المرتضى الذي يرفع الراية البيضاء نهارا تحت مسمى وظيفي أوكلت إليه المليشيا لإدارة ملف تبادل المختطفين كما يسمي نفسه ويمثل المليشيات في مشاورات ملف الأسرى والمختطفين، لكنه ليلا يعود لممارسة مهامه في تعذيب المختطفين بحسب بيان أسرة الصحفي المنصوري الذي ناشدت فيه العالم الافراج عن مختطفها.

 

ليس التعذيب الذي يقوم به المرتضى أداه لدفع الاعترافات من المختطفين بل مهنة تجذرت واحدى مهام المرتضى في إدارة السجن والذي تخفي ملامح الوحشية في وجهه يذهب صباحا لممارسة مهام انسانية في الجوهر ضمن ملف تبادل الأسرى والمختطفين بحسب المختطف المفرج عنه حمزة الجبيحي.

 

 

ضرب حتى الصباح, تتكسر العصي على الأجساد وتبدل عصي أخرى وتبقى الأجساد على جدران السجن الذي يضج بأنين الوجع ويستمر المرتضى في التكشير عن أنيابه في تعذيب السجناء دون توقف لساعات طوال وقد يستمر لأيام.

 

"45 يوما استمر تعذيب المنصوري بما فيها اخفاء قسري حتى تمحى اثار التعذيب" يقول بيان أسرة المختطف المنصوري الذي اعتمد على تصريح من قبل أحد المختطفين المفرج عنه من ذات السجن، مشيرا إلى أنه بعد عمليات التعذيب أخفي المنصوري عن رفاقه في السجن دون أن يُسمح بمعرفة مصيره إلى أن تم اعادته ولازالت تظهر على المنصوري آثار التعذيب وفي رأسه ضربة كبيرة.

 

مختطفون كثر خرجوا من سجون الحوثيين بصنعاء أكدوا تعرضهم للتعذيب من قبل او بحضور وتوجيه عبدالقادر المرتضى الذي يبتسم عند سماعه انات وصراخ العذاب في السجون التي يشرف عليها.

 

استثمار وابتزاز

 

ليس التعذيب وحده الذي يديره المرتضى ضمن مهامه في إدارة السجون بل استثمار المختطفين من خلال جني أموال طائلة ينهبها من المختطفين وأهاليهم بأساليب متطورة وأدوات حديثة وأيادي فريق من أسرته.

 

تلقى أحمد وهو إسم مستعار لشقيق مختطف لزال في سجون الحوثيين بصنعاء رسالة نصية على هاتفه تتضمن طلب شقيقه أموال لشراء احتياجات النظافة والطعام.

 

يقول أحمد إن الهاتف الذي ارسل منه الرسالة يتبع مشرف الحوالات في سجن الأمن المركزي الذي يدعى بشير احمد حسن المرتضى وهو الشخص الذي يرسل باسمه ويستلم الحوالات بشكل مستمر لشقيقه في سجن الحوثيين.

 

يتلقى أحمد اتصالات شهرية أو كل شهرين يؤكد خلالها أنه لم يتسلم أي مبالغ مالية وأنه فقط يتسلم كرت كتب عليه ادر في حسابك مبلغ كذا من قبل السجانين، مشيرا الى أن كل شيء يحتاجه المختطف في السجن بمقابل مالي كبير على قيمته الأصلية.

 

صابون النظافة أو حبة الدواء التي يفترض توفيره من قبل إدارة السجن يشتريه المختطف بـ 1500 ريال فيما قيمته الحقيقية 200 ريال فقط، مكائن الحلاقة التي قيمتها 100 ريال تكلفهم ألف ريال، فيما الاتصال الذي يجريه المختطف من هاتف المرتضى الدقيقة الواحدة بألفي ريال وهكذا كل شيء من اغذية وغيرها.

 

يؤكد أحمد أن تلك الأموال كلها تسير لصالح عبدالقادر المرتضى الذي يدير المعاملات المالية للمختطفين وينهبها عن السجناء المستضعفين تحت امرته.

 

"من لا يملك المال في السجن يهان بكل الطرق حتى يضطر المختطف لطلب اموال من اسرته " يقول احمد وأن تلك الاهانات كلها اساليب تتخذها ادارة السجن بإشراف عبدالقادر المرتضى كي تدفع بالمختطف لطب الاموال من اسرته ومن ثم تنهب الكم الاكبر منها وتعطيه الفتات منها فقط .

 

وبحسب سند حوالة تسلم "الموقع بوست " نسخة منها أرسلها أحمد لشقيقه بمبلغ 200 ألف ريال تشير إلى أن المستلم للحوالة هو بشير أحمد حسن المرتضى أبن عم عبد القادر المرتضى الذي يدير نهب أموال المختطفين كمورد استثماري لأسرة المرتضى في مختلف السجون.

 

يدفع ذلك الاستثمار المربح عبد القادر المرتضى إلى التمسك ببقاء المختطفين في سجونه كي يستمر تربحه من معاناة الأسر وابنائهم المختطفين بحسب أحمد، كما يدفع المليشيات إلى اختطاف المواطنين بشكل مستمر كون السجون تحولت إلى مورد مهم للحوثيين لجمع الأموال الطائلة.

 

ليبقى السؤال كيف لشخص واحد أن يجمع بين القتل وهواية التعذيب ليلا ويرفع راية السلام والانسانية نهارا كما يفعل القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى؟


التعليقات