"ردم حفر طريق العبر الدولي".. مبادرة مجتمعية للفت انتباه السلطة لإصلاحها (تقرير)
- محمد حفيظ السبت, 17 ديسمبر, 2022 - 11:48 صباحاً

[ مبادرة مجتمعية لترميم طريق العبر الدولي ]

بعيداً عن أضواءِ المدينةِ وشوارعِها الأنيقةِ، وبالقربِ من شعلةِ صافرَ الثمينةِ، على طريقِ العبرِ المشؤوم، جهود تبذل لردم حفر على الخط الأسفلتي الرابط بين مدينةِ العبر وصافر بأياد مجتمعية وتمويل خيري ولا غرابة.

 

يقود محسن السويري المبادرة المجتمعية لردم حفر الطريق ويبذل جهود كبيرة لتوفير الدعم من قبل فاعلي الخير ليعود لعماله البسطاء بعدد من كتل الاسمنت على متن مركبته الخاصة .

 

في الوقت الذي يمر من جواره مسؤولي شركات النفط والسلطة المحلية بمركباتهم الفارهة دون التفاتة لما يحدثه السويري ورفاقه منذ اكثر من شهر حتى اليوم .

 

هذه المشاركة الفاعلة جاءت من فاعلين الخير الذين حسو بالمسؤولية تجاه ما يتعرض له المارة والمسافرين من حوادث مرورية مستمرة في طريق العبر بسبب الحفر الكثيرة وتآكل طبقة الاسفلت في الطريق يقول السويري القائم على المبادرة المجتمعية لردم حفر في طريق العبر شرق محافظة مارب.

 

"دفعتني شكاوى الناس من هذه الطريق وكذألك دفعنا تفاعل الكثير من فاعلي الخير في توفير قيمة احتياجات الردم من اسمنت وما سواها وايجار عمال كي نستطيع ردم الحفر بما نستطيع عليه".

 

لفت انتباه السلطات

 

وما ذلك كله بحسب السويري إلا من أجل أن نحاول لفت انتباه الجهات المختصة والمعنيين في شركة صافر والسلطة المحلية بمارب على القيام بواجباتهم في صيانة الطريق الطويل وبناء حماية حول الإسفلت للحفاض على أرواح المسافرين ومركباتهم .

 

 

"نقدم اليوم بجهود ذاتية الشيء اليسير وهو ما نستطيع على فعله" يقول السويري لكنه ليس كل شيء في ضل طريق طويلة والحفر كثيرة على طوله وتآكل الاسفلت واسع من اطرافه ويحتاج في مناطق كثيرة الى قلع الإسفلت بشكل كلي والسفلتة من جديد وهذه لن يقدر عليه إلا الجهات المعنية يقول السويري من خلال تخصيص موازنة متكاملة وخطة مشروع صيانة متكاملة للإسفلت الذي لم يتم صيانته من سنوات طويلة وبات متهالك .

 

ويقول المهندس النفطي عبدالله شريان بأن شعور بالمسؤولية دفعت المبادرة التطوعية تجاه ما يتعرض له المسافرون على طول الخط من حوادث وخسائر تكاد تكون يومية في الأرواح والممتلكات وبجهود ذاتية يحاولُ هؤلاء المتطوعون ردم ما يمكن ردمه بإمكانياتهم المتواضعة.

 

مخاطر تهدد حياة المبادرين

 

إلى ذلك يعمل السويري ورفاقه المتطوعون العمال تحت تهديد مخاطر تهدد حياتهم فالمركبات تأتي بسرعة جنونية وقليل من سائقي المركبات من يتنبه لعملهم، ورغم المخاطرِ إلا انهم مستمرون بالعمل بهدف ردم الحفر التي بدورها ستقلل نسبة الحوادثِ التي يتعرض لها المسافرون .

 

"رغم كل شيء الا أننا نحاول ونعمل بجهد كبير رغم المخاطر التي نواجهها في هذه الطريق السريع" يقول سعيد علي احد المتطوعين في المبادرة ويضيف أنهم  يعملون دون اشارات وقائية وإرشادية للمسافرين " فنحن نعمل في المنعطفات والمنحدرات التي تفاجئ سائقي المركبات بوجودنا في الوقت الذي تكون المركبة بأقصا سرعتها وهذا يهدد سلامتنا في هذا الطريق ولا نملك لوحات ارشادية ترشد المسافرين بوجود منطقة عمل كي ينتبه ويهدئ من سرعة مركبته  وهذا يعد تحدي كبير لبقائنا في هذا العمل".

 

شريان غذاء اليمن

 

ويضيف المهندس عبدالله شريان أن طريق العبر يعد الشريان الأوحد الذي يربط اليمن شرقها بغربها ويربط بين اليمن بالسعودية ومنفذ الوديعة النفذ الوحيد لإمداد البلاد بالغذاء في ضل حرب وحصار تشهده البلاد منذ ثمان سنوات إلا انه يضل في نظر السلطات طريقا ليس ذو أهمية .

 

 

حيث أصبح هذا الطريق خطرا على حياة المسافرين نتيجة تعرضه للتشققات والتآكل بفعل الإهمال وعدم الصيانة الدورية لطريق يمر كله في صحراء متقلبة الطقوس بين الحين ولآخر، والذي يعبر من خلاله الآلاف من المسافرين يوميا، ويشهد الخطُّ حوادثَ متكررة نتيجة ذلك بحسب شريان.

 

وفي الوقت الذي امتنعت او تفرجت شركة صافر للصناعات النفطية عن مد يدها لإصلاح الطريق الذي يمر بجوار بابها الا أن موظفين معدودين في الشركة بادروا ايضا بتقديم الدعم الجزئي بمبادرة ذاتية لدعم المبادرة التي يقوم بها محسن السويري، اضافة الى ما يقدمه فاعلو خير اخرين من جهات مختلفة .

 

وبحسب الرصد عبر المصادر المفتوحة لما نشرته وسائل اعلام محلية خلال ثلاثة اعوام ماضية فأن أكثر من 20 جهة اعلنت عبر مواقعها ووسائل اعلامها عن قيامها بتنفيذ مشروع لردم او صيانة او اصلاح ومشاريع ترميم في طريق العبر الدولي وبمبالغ كبيرة لم نتأكد من صحة حجمها والاعمال التي نفذتها الا أن الشهاد الاوحد هو وجود الحفر على طول الطريق منذ زمن دون اصلاح ولا ترميم .

 


التعليقات