تعز تحت القصف.. ماذا يعني ذلك؟ (تقرير خاص)
- خاص - متولي محمود السبت, 25 يونيو, 2016 - 10:39 مساءً
تعز تحت القصف.. ماذا يعني ذلك؟ (تقرير خاص)

[ تعز - ارشيفيه ]

كثفت مليشيات الحوثي والمخلوع، المتمركزة في محيط مدينة تعز، قصفها بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية، على الأحياء السكنية، لتطال الشوارع المزدحمة بالمتسوقين والباعة.
 
ويرى مراقبون أن تعمد استهداف الأسواق والمناطق المكتظة بالمارة، هو بعث رسائل للحاضنة الشعبية للمقاومة الشعبية، لإجبارهم على النزوح، وتصوير ما يجري كحرب شوارع بين مليشيات مسلحة.
 
واستهدفت مليشيات الحوثي والمخلوع، قبل أقل من شهر، سوقا شعبيا وسط تعز، بمقذوفات ثقيلة، راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
 
جاء استهداف سوق "الباب الكبير" قبيل أيام من حلول شهر "رمضان"، بينما كان الضحايا يجلبون حاجيات الشهر الكريم.
 
فيما عاودت المليشيات استهداف الأحياء السكنية، حيث طال القصف أمس الأول، حي "السواني" السكني في المدينة القديمة، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص منهم ثلاث نساء، فيما أصيب آخرون. علما بأن هذه الأحياء والأسواق بعيدة كل البعد عن مناطق التماس.
 
وأدانت "الأمم المتحدة" قصف أسواق تعز وأحياءها السكنية الآهلة بالسكان، وطالبت بتحقيق مستقل في هذه الجرائم، لكنها كالعادة لم تسمِ الجهة المسؤولة عن القصف، إمعانا في الضبابية التي تتعامل بها المنظمة الدولية مع الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع منذ أكثر من عام.
 
علاوة على ذلك، تمارس المليشيات حصارا جائرا على المدينة، منذ قرابة العام، فيما يتم منع السلع الغذائية والدواء من الدخول، عبر المعابر التي استحدثتها المليشيات في مداخل المدينة، بينما لم تحرك المنظمات الدولية المعنية ساكنا، وهو ما يعد تواطؤا صريحا في صفها.
 
لكن هذا القصف والحصار، حسب المراقبين، الذي تمارسه المليشيات ضد أبناء المدينة، لم يثنيهم عن البقاء في مدينتهم، جنبا إلى جنب مع رجال المقاومة، والذي يبعث برسائل تأييد واضحة للجيش الوطني من جهة، وللعالم من جهة أخرى، أن تعز مشروع حياة، ولن تخضع للعبث الذي تمارسه مليشيات الموت، كما أن إنهاء الانقلاب ونزع سلاح المليشيا أمرا لا رجعة عنه، حيث باتت تمثل تهديدا حقيقيا لوجود اليمنيين.
 
استهداف للحاضنة الشعبية
 
مهما اشتد الحصار وطال أمد الحرب، تسير عجلة الحياة في تعز بشكلها الاعتيادي. وقال الصحفي "محمد سعيد الشرعبي" : يحرص سكان تعز على اكتساب قوت يومهم وممارسة حياتهم الطبيعية دون اكتراث بمخاطر استهدافهم في الأسواق والمتاجر، من قبل مليشيات تتعمد ترويع السكان من خلال ارتكاب مجازر يومية.
 
وأضاف "الشرعبي" للموقع بوست: تختلف مدينة تعز عن بقية المدن، كون إنسانها يكافح بهدف استمرار الحياة، رغم حمام الدم الذي تريقه مليشيات الحوثي وصالح، منذ أكثر من عام، ومظاهر الموت التي تحيط بالمدينة.
 
وتابع: استمرار قصف المليشيات للأحياء والأسواق، هو استهداف متعمد غايته الانتقام من الحاضنة الشعبية الكبيرة للمقاومة، والدفع بالسكان إلى النزوح من المدينة المحاصرة. رغم كل تلك الوحشية، إلا أن موقف سكان تعز يزداد تماسكا مع خيارات رجال المقاومة المدافعين عن المدينة من بطش الانقلابيين.
 
وأردف: هذه الإرادة الشعبية الحضارية تحمل في طياتها تأكيدا على أن سكان تعز حريصون أكثر من غيرهم على البقاء قيد الحياة.
 
المدينة التي لا تقهر
 
تعز هي قصة الصمود الحقيقي في هذه الحرب اللعينة التي فرضت عليها.
 
يقول الصحفي "باسم الزريعي": طوال عام ونصف والمدينة تمارس الحياة بشكل عادي وطبيعي، وهي تقاسي القصف اليومي والاستهداف الممنهج للأحياء السكنية الآهلة بالمدنيين، والبعيدة كل البعد عن مناطق التماس.
 
وأضاف "الزريعي" في حديث للموقع بوست: إن هذا الوقوف في وجه كل تلك الجرائم، يبعث برسائل للجميع، مفادها أن مدينة تعز مسكونة بالكفاح والأمل، وروح التحدي لمواجهة كل هذه الظروف الصعبة، ومستعدة لتقديم الكثير، في سبيل رفض الانقلاب.
 
صمود مستمد من المقاومين
 
أما الصحفي "عبدالعزيز الصبري" فيرى أن مدينة تعز قاطبة تناضل إلى جانب المقاومين في الجبهات.
 
ويضيف في مداخلة مع "الموقع بوست" : لا توجد أسرة داخل المدينة إلا وقدمت شهيدا أو أكثر، سواء في جبهات القتال، أو في القصف الهمجي للمليشيات؛ بل إن بعض الأسر قضت بكامل أفرادها، وهي تمارس حقها في العيش، في المدينة التي ولدت فيها، ولم تبخل يوما على أحد.
 
 وتابع: إنهم يتشاطرون الصمود مع المقاومين، وكلما قدموا شهيدا، كلما شدوا على أيدي الجيش الوطني والمقاومة لضرورة إنهاء الانقلاب، وإكمال مشوار التحرر. إن تعز هي الرسالة الأوحد للجميع، فوحدها التي عانت وتعاني، منذ أول يوم انقلاب، ولا زالت تملك الكثير لتقدمه في سبيل الانعتاق.
 


التعليقات