الصورة القبيحة للتحالف لا تختلف عن الصورة الإيرانية
السبت, 06 نوفمبر, 2021 - 07:33 مساءً

هناك تطابق بين تحالف دعم الشرعية وبين إيران في التعاطي مع اليمن واليمنيين ، فالإيرانيون اعتمدوا على مليشيا الحوثي العنصرية لتحقيق مصالحهم في اليمن ، وحاولوا تكييف التركيبة الهرمية لهذه العصابة وفق الثقافة الشيعية التي تقوم على اختيار قائد معصوم لا يجب نقده أو ذكر سلبياته ، فهو المطاع في كل الأحوال ، وخلق مرجعية تتعدى المؤسسات ولا تعترف بقوانين العمل السياسي ، وهو ما يتطابق مع توجه تحالف دعم الشرعية ولكن بصورة مقلوبة ، فالتحالف طبق القداسة على حكامه واعتبرهم مقدسين لا يمكن نقد ممارساتهم أو ذكر سلبياتهم ، وإذا كانت إيران قد نقلت القرار إلى مليشياتها ، فإن التحالف نزع القرار من الشرعية وتعدى المؤسسات والقوانين .
 
وبحسبة بسيطة ، نجد أن الكتاب كتبوا والمحللين حللوا حول تدخل السعودية والإمارات في اليمن والأهداف المعلنة لنصرة اليمن واليمنيين ، لكن الجميع يتوصلون إلى حقيقة يؤكدها الواقع أن تدخلهما لم يكن لحماية اليمن واليمنيين ولا لإبقاء اليمن ضمن دائرته العربية ، بل لاقتطاع أجزاء منه تجعله مشلولا جغرافيا واقتصاديا وسياسيا ، ومثلما يتعامل وكلاء إيران على أنهم الوحيد الأوحد ، يتعامل وكيل الشرعية المختطفة من قبله ، وكأنه أيضا الوحيد الأوحد .
 
قد يقول قائل ، إن الفرق بينهما ، أن إيران ووكيلها قلبوا موازين الحرب لصالحهم ، واستطاعوا أن يعيدوا الشرعية ووكيلها من نهم والجوف إلى الدفاع عن مأرب ، والمتتبع لمجريات الأحداث يجد أن وكيل الشرعية هو من قرر تحقيق هذا النصر العكسي لخصومه ، لأن الذي يهمه ليس البعد الاستراتيجي للمعركة ، بل انتزاع ما يريده من الأرض في أماكن بعيدة يعتقد أنها ستكون من نصيبه أو من غنائمه .
 
وإذا سمحنا لأنفسنا بأن نسأل سؤالا ، ربما يوقظ هؤلاء من سباتهم ليعيدوا حساباتهم حتى يتمكنوا من رؤية صورتهم الحقيقية أمام المرآة ويطرحون على أنفسهم سؤالا وجوبيا : هل نحن على هذا الضعف الذي ظهرنا به في إدارة الحرب في اليمن ، خاصة ونحن من أكثر البلدان التي اشترت أسلحة متطورة في منطقة الشرق الأوسط ؟ ولو أجابوا عن هذا السؤال ، لوجدوا أن سلوكهم أصبح مكشوفا وأن عليهم مداراة سوأتهم ، وأنه ينبغي عليهم تحقيق نصر ولو وهمي يحفظ لهم هيبتهم في قادم الأيام .
 
أعتقد جازما أن المواطن العربي كان يدرك أن إيران ستصل يدها إلى كل بلد عربي للعبث به ، لأنه يعلم حقيقة الثورة الإيرانية وأنها ما قامت إلا لتطلق الرصاص على العرب وعلى أمنهم واستقرارهم ، لكن أحدا لم يجنح به الخيال ولم يخطر بباله للحظة واحدة أن من جاء لإنقاذ اليمن هو في الأساس نصيرا لعدوها .
 
الأمر لا يقتصر على عداوة إيران لليمن ولا على التحالف ، بل يتجاوز ذلك إلى قيادات يسارية وقومية بنت تاريخها على شعار المقاومة للإمبريالية والرجعية ، لكنها اليوم تصطف وراء الرياض وأبو ظبي تقف متفرجة على ما تبقى من الجبهات وهي جبهة مأرب تتمنى سقوطها اليوم قبل بكرة ، صامتة عن كل انحرافات البلدين ، يسايرهم في ذلك برلمانيون ووزراء ، اعتقادا منهم أن ذلك سيقودهم إلى حصة في السلطة ، فأي سقوط سقط هؤلاء الذين تقلدوا قيادة الشرعية ، لكنهم أخلوا بواجبات هذه المسؤولية .
 

التعليقات