[ بلومبيرغ: مفاوضات السعودية مع الحوثي اختبار لقياس مدى استقلالية الأخير عن طهران ]
قالت وكالة بلومبيرج الدولية إن المحادثات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي لإنهاء الحرب في اليمن تعد اختبارا حقيقيا لقياس مدى استقلالية الحوثي عن إيران.
وأضافت الوكالة الأمريكية في مقال للكاتب بوبي جوش، وهو كاتب حر يكتب مقالات رأي في الوكالة، وترجمه من الإنجليزية "الموقع بوست"، إن "الاختبار الحقيقي لقياس مدى استقلالية الحوثي عن إيران، يكمن في ما إذا كان يمكن للمتمردين الحوثيين عقد صفقة طويلة الأمد مع السعوديين، حتى لو لم يكن ذلك متوافقًا مع خطط طهران".
لكن الكاتب وصف الحرب في اليمن بـ"مقبرة التفاؤل"، مشيرا إلى وقف القتال -حتى لو كان مؤقتًا- ممكنًا عدة مرات، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه كان هناك هدنة في صيف عام 2015 ووقف إطلاق النار مرتين ومحادثات السلام في الكويت في عام 2016 والمحادثات في ستوكهولم في نهاية عام 2018.
وقال إن الوصول إلى هذه الصفقة سيكون بمثابة اختبار لقدرة الرياض على إخراج وكيل من قبضة الإيرانيين باستخدام الدبلوماسية التي فشلت فيها الوسائل الحركية.
وتابع "في كل مرة، كانت الآمال التي أثيرت تتلاشى بسرعة لذلك سيكون من السهل، بل ومن المناسب، النظر بعين الشك في تقارير المفاوضات بين اثنين من المتحاربين الرئيسيين هما المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين. لكن موجة من التطورات الأخرى في الأسبوعين الماضيين تسمح بإعادة الأمل".
وأردف "في وقت سابق من هذا الصيف، كان التحالف سينهار بسبب الانقسامات بين هادي والجنوبيين مما أدى إلى احتمال نشوب حرب أهلية في حرب أهلية. لقد كان هذا الأمر في صالح الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين".
واستطرد "في الوقت نفسه، كانت عناصر التحالف العربي وخاصة الإمارات العربية المتحدة متعبة من الحرب التي لا تنتهي. كان الحوثيون، الذين يتلقون الآن دعماً أكبر من طهران، يشنون هجمات صاروخية وصواريخ وطائرات بدون طيار في عمق الأراضي السعودية.
واستدرك جوش قائلا: "كعلامات أمل جديدة. في أواخر سبتمبر، أعلن الحوثيون أنهم يوقفون الهجمات على الأراضي السعودية. بعد ذلك بفترة قصيرة، أعلن السعوديون عن وقف محدود لإطلاق النار في بعض أجزاء اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون بما في ذلك صنعاء".
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبرنامج"60 دقيقة" من "CBS" إنه منفتح على "جميع المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن". وردد قادة الحوثيون هذا الشعار.
ووفقا للمقال تحول السعوديون بعد ذلك إلى الأزمة في الجنوب كراعين لاتفاق سلام بين هادي والانفصاليين الجنوبيين. هذا سمح لدولة الإمارات العربية المتحدة بسحب بعض القوات من عدن.
وأعلن الإماراتيون أيضًا أن الحوثيين كانوا "جزءًا من المجتمع اليمني وسيكون لهم دور في مستقبله"، وهذه تعتبر اللغة الأكثر تصالحية من أبوظبي منذ وقت طويل. وقال السعوديون إن لديهم "قناة مفتوحة" مع المتمردين.
وبحسب الكاتب "سوف يلاحظ القراء أن صوتًا رئيسيًا واحدًا مفقود: صوت إيران. انحرفت طهران -وفق الوكالة- إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، حيث إن الاحتجاجات الجماهيرية في لبنان والعراق حول دور الوكلاء الإيرانيين -حزب الله والميليشيات الشيعية- في الشؤون الوطنية. كما أن إيران تجد نفسها مستبعدة من الحوار في سوريا حيث يبدو أن روسيا وتركيا متكفلتان بالأمر".
وقال "من الصعب معرفة ما إذا كان تلطيف الموقف الحوثي يلقى موافقة كاملة من طهران، مقارنة مع وكلاءها في أماكن أخرى من الشرق الأوسط".
وبحسب جوش، فإن علاقة إيران بالمتمردين الحوثيين جديدة نسبياً بل هي أيضاً أكثر انتهازية من أيديولوجية. على عكس حزب الله بقيادة حسن نصر الله، فإن قيادة الحوثيين لا تدفع بالامتثال للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي. كما أن قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني الذي يدير الوكلاء، لا يسافر حول اليمن كما يفعل في العراق.
وخلص الكاتب الغربي إلى أنه لا يوجد ما تستطيع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى فعله للمساعدة فيما عدا تشجيع السعوديين على التمسك بالسلم بدلاً من الحرب.
وقال "لكن يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه القفز على هذه الفرصة للحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين. إن إنقاذ التفاؤل من قبره اليمني سيستغرق بعض الوقت لكن هذا وقت مناسب لبدء الحفر".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست