بعد إسقاط المنطاد.. الصين تفرض عقوبات على شركتي أسلحة أميركية
- الحرة الجمعة, 17 فبراير, 2023 - 07:53 مساءً
بعد إسقاط المنطاد.. الصين تفرض عقوبات على شركتي أسلحة أميركية

[ مقاتلات تابعة لسلاح الجو التايواني ]

فرضت الصين، يوم الخميس، عقوبات تجارية واستثمارية على شركتين أميركيتين على خلفية بيعهما أسلحة إلى تايوان، مما يزيد من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقا لما ذكرت وكالة "بلومبيرغ".

 

وأوضحت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن فرض العقوبات جاء عقب يوم واحد من تعهد بكين باتخاذ "إجراءات مضادة" ردًا على تعامل واشنطن مع منطاد مراقبة صيني مشتبه به دخل المجال الجوي الأميركي وأسقطته الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وأعلنت وزارة التجارة الصينية في بيان، أن شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" الأميركيتين "ممنوعتان من تصدير البضائع إلى الصين، أو القيام باستثمارات جديدة" في البلاد.

 

وأوضحت الوزارة أن الشركتين تم إضافتهما إلى قائمة الشركات "غير الموثوقة" التي تم حظر أنشطتها، بسبب احتمالية تهديدها للسيادة والأمن الوطني، والإضرار بمصالح البلد التنموية.

 

وأصرت بكين على أن العقوبات لم تكن مرتبطة بـ "حادثة المنطاد"، إذ أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا، صباح اليوم الجمعة، قالت فيه إن الإجراءات كانت جزءًا من "إجراءات إنفاذ القانون العادية" لمبيعات الأسلحة من قبل الشركتين إلى تايوان والتي "قوضت بشكل خطير" الأمن القومي للصين وسلامة أراضيها.

 

وجاءت العقوبات بعد أيام فقط من قيام وزارة التجارة الأميركية بحظر ست شركات صينية، من الحصول على التكنولوجيا الأميركية دون إذن حكومي.

 

وقالت وزارة التجارة إن تلك الشركات مرتبطة ببرنامج الفضاء الجوي للجيش الصيني.

 

وتعمل شركة "لوكهيد مارتن" بشكل رئيسي في الصناعات الجوية والأمن والأنظمة الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات وصناعات الفضاء، بينما تختص شركة "رايثيون" في أنظمة الدفاع وتعد أكبر منتج للصواريخ الموجهة في العالم، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

 

وتخضع كل من شركتي"لوكهيد مارتن" و"رايثيون" أيضًا لغرامات جراء مبيعات أسلحتهما إلى تايوان التي يعود تاريخها إلى سبتمبر 2020 ، كما سيُمنع كبار المسؤولين التنفيذيين من دخول الصين والعمل فيها.

 

ولم يتضح على الفور كيف ستنفذ بكين العقوبات.

 

وفي حين أن الولايات المتحدة تمنع بيع الأسلحة إلى الصين، فإن بعض المتعاقدين الدفاعيين الأميركيين لديهم علاقات بقطاعات مدنية.

 

وقال متحدث باسم شركة لوكهيد مارتن لشبكة "سي إن إن" في بيان: "إننا نتعامل مع أكثر من 70 دولة حول العالم، وجميع مبيعاتنا الدولية تخضع لرقابة صارمة من قبل الحكومة الأميركية".

 

ولم ترد شركة "رايثيون" طلب للتعليق تقدمت به الشبكة الإخبارية الأميركية.

 

وبحسب وكالة "بلومبيرغ"،  انخفضت أسهم شركة لوكهيد 1.3٪ في الساعة 11:22 صباحًا في نيويورك، بينما انخفض سهم رايثيون 0.6٪.

 

وكان تصاعد التوتر السياسي بين الولايات المتحدة والصين قد تفاقم بعد حادثة المنطاد التي تقول بكين إنه كان مخصصا للأبحاث العلمية وإنه قد خرج مساره.

 

لكن واشنطن اتهمت الصين في أعقاب تلك الحادثة بالإشراف على برنامج دولي للمراقبة والتجسس في مناطق عديدة من العالم.

 

ونفت بكين هذه المزاعم ، واتهمت بدورها الولايات المتحدة هذا الأسبوع بإطلاق مناطيد على ارتفاعات عالية "بشكل غير قانوني" في مجالها الجوي أكثر من 10 مرات منذ بداية العام 2022 ، بما في ذلك المناطق الغربية من شينجيانغ والتبت.

 

وأفادت شبكة "سي إن إن"، يوم الأربعاء، أن مسؤولي المخابرات الأميركية يقومون بتقييم احتمال أن منطاد التجسس المشتبه به لم يقتحم أجواء الولايات المتحدة بشكل مقصود.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، قد أجل زيارته إلى الصين في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وكان من المتوقع أن تساعد تلك الزيارة في تخفيف التوتر بين القوتين العظميين في أعقاب اجتماع بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، والزعيم الصيني، شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين في بالي بأندونيسيا في نوفمبر.

 

وقال بايدن، يوم الخميس، إنه يتوقع التحدث قريبا إلى شي عقب حادثة المنطاد "للوصول إلى حقيقة الأمر"، لكنه شدد على أنه "لن يعتذر" عن "إسقاط ذلك المنطاد".

 

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستواصل التعامل مع الصين، مكرراً موقفه بأن بلاده تسعى إلى "المنافسة لا الصراع".

 

وأوضح بايدن أن الوضع الحالي "يؤكد أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة" بين الدبلوماسيين الأميركيين ونظرائهم الصينيين".


التعليقات