قالت إن دور النشر تحولت لتجارة أكثر منها لنشر الوعي والثقافة
الأكحلي في حوار مع "الموقع بوست": فكرة روايتي "شجرة البتولا" جاءت من نظرة المجتمع القاصرة للمرأة
- حوار خاص الاربعاء, 20 يناير, 2021 - 05:58 مساءً
الأكحلي في حوار مع

[ الكاتبة اليمنية رئام الأكحلي ]

أجرى "الموقع بوست" حوارا مع الكاتبة اليمنية رئام الأكحلي مؤلفة رواية "شجرة البتولا" التي صدرت طبعتها الأولى عن دار تكوين للنشر.

 

"شجرة البتولا" رواية تقع في 283 صفحة من القطع المتوسط، وتعد الرواية الأولى للكاتبة والتي صنفت بها كأصغر روائية يمنية.

 

تتحدث الرواية عن تفاصيل حياة يتداخل فيها ما هو ديني واجتماعي بما هو سياسي ومثيولوجي، كل ذلك لهدف واحد هو المصلحة، كما تتعرض الرواية لتفاصيل حياة إنسانية حاصرتها الرتابة المتراكمة حولها بمرور الزمن وبات الإنسان وسطها مكبلا بقيود اجتماعية كالعيب والعرف القبلي والعادة الاجتماعية، وكلها مفاهيم ترسخت في اللاوعي المجتمعي بمرور الأيام.

 

تهتم "رئام الأكحلي" بالكتابة حول مواضيع النوع الاجتماعي وقضايا المرأة والشباب خاصة في البلدان التي تنهشها الحروب.

 

في حوارها مع "الموقع بوست" تحدثت الكاتبة عن معاناة المرأة اليمنية خاصة المرأة التي تمارس دورا اجتماعيا حيث يتعامل المجتمع معها بشكل عدواني.

 

وتصف الحصار الذي يفرضه المجتمع على النساء خاصة بقولها إن هناك من يستنكر على المرأة كونها تمتلك حسابا في مواقع التواصل الاجتماعي فكيف بالكتابة.

 

تشير الأكحلي إلى تعرضها لمضايقات كثيرة وسخريات من المجتمع كونها فتاة تكتب النصوص الإبداعية وتنشرها، لعل أشهر تلك التعليقات التي تتلقاها حد قولها "أنتِ ما تعرفيش تكتبي بس لأنك بنت يجاملونك".

 

وعن دُور النشر سواء في اليمن أو خارجها، تقول رئام الأكحلي إنها تحولت إلى تجارة ولم تعد دُور هدفها نشر الوعي والثقافة والمعرفة فهي -دور النشر- لا تقدم أي تسهيلات للكتاب اليمنيين بالذات حديثي النشأة ولم تحاول احتواء مواهبهم ويواجه الكتاب عراقيل كثيرة.

 

نص الحوار:

 

* شجرة البتولا روايتك الأولى، هلا أطلعتنا على أهم الأفكار التي تعرضت لها الرواية، بمعنى آخر ما هي الدافع الذاتية لكتابة هذه الرواية؟

 

** أتحفظ عن ذكر أي تفاصيل بخصوص الرواية، لأن حبكتها تعتمد على عنصر المفاجأة لدى القارئ نفسه، لكن حاولت أن أتطرق فيها لقضايا مجتمعية وأوصل رسالة للمجتمع، لأن أي عمل خال من الرسالة الهادفة باعتقادي يكون عملا ناقصا.

 

* لماذا اخترتِ الرواية بالذات كلون أدبي لتعبري عن القضايا التي نالت اهتمامك؟ ما الذي يميز الرواية باعتبارها لون أدبي عن غيرها من الألوان كالشعر مثلاً؟

 

** لأنني لا أجيد كتابة الشعر أخترت الرواية، ولأن عندي ميول مسبقة لكتابة الرواية وعندما بدأت الكتابة العادية قصدي كتابة النصوص كان لديّ هدف أني أصبح روائية بالمستقبل.

 

 

* ما سبب اختيار العنوان بالموضوع الذي تعالجه الرواية؟ "شجرة البتولا" يعرف عنها كنبتة طبية مهمة لا تنمو في بلادنا اليمن.

 

** لا يوجد سبب معين لاختيار اسم الرواية، لكن هذه الشجرة جذبت انتباهي بعدما بحثت عنها ووجدتها مناسبة جداً لحبكة روايتي، فاخترتها حتى لو أنها غير موجودة في اليمن برأيي، الكاتب غير ملزم أن يتقيد بمحيط أو ثقافة معينة، يجب أن يكون منفتحا على كل الثقافات.

 

* لكل كاتب تجربة مع كل كتاب يؤلفه كما لكل أب قصة مع ولده الصغير، ما هي قصتك مع رواية "شجرة البتولا" سيما وهو كتابك البكر؟ كيف تولدت فكرة الرواية وما هي تفاصيل رحلة تكوينها حتى صارت كتابا؟

 

** لا أتذكر تفاصيل كيف تولدت فكرة الرواية، لكن الذي يمكن أقوله إني كنت أكتب والأفكار تراودني أثناء الكتابة واقتبست أشياء وأحداثا من الواقع ومزجتها بخيالي وتكونت الرواية، وطبعاً استغرقت في كتابتها خمس سنوات.

 

* كيف وجدتِ دور النشر في اليمن؟ هل عرضتِ عليهم فكرة طبع الكتاب؟ وما هي ملاحظاتك على دور النشر في اليمن خاصة وأن كثيرا من الكتاب اليمنيين يلجؤون لطبع كتبهم في دور نشر خارجية؟

 

** دور النشر بكل صراحة سواء التي باليمن أو بالخارج لم يقدموا أي تسهيلات للكتاب اليمنيين وبالذات حديثي النشأة، بمعنى آخر لم يقدموا الدعم الكافي ولم يحاولوا احتواء المواهب الشابة والصاعدة بالعكس تجد عراقيل كثيرة. تحولت دُور النشر لتجارة أكثر منها دُور لدعم الكتاب للأسف، ومن هنا أوجه تحية كبيرة لدار "تكوين" لأنها الدار الوحيدة التي قبلت تتبنى روايتي بدون أي مقابل مادي وأظهرتها للنور.

 

* ما هي المواضيع التي تهتم بها الكاتبة رئام الأكحلي وتوليها عناية ودراسة أكثر من غيرها ولماذا؟

 

** مواضيع كثيرة أهتم بها، وأكثر مواضيع تهمني المواضيع الخاصة بالنوع الاجتماعي وقضايا المرأة والشباب خاصة في البلدان التي تنهشها الحروب.

 

* في ظل النظام الاجتماعي في اليمن الذي ينتقص من قيمة المرأة اليمنية كيف يتعامل هذا المجتمع مع الفتاة التي تكتب وتؤلف الكتب والروايات؟

 

** للآن المجتمع اليمني يتعامل مع المرأة بشكل عدواني بعض الشيء، وأنا هنا لا أقصد الكل لكن بإمكانك القول إن الغالبية هكذا حالهم مع المرأة.

 

يعني تجد إلى الآن أن هناك من يستنكر أن المرأة تمتلك حسابا في مواقع التواصل الاجتماعي ما بالك بالكتابة، مع ذلك أتمنى أن تنتهي هذه النظرة تدريجيا، ويدرك المجتمع أهمية وجود كادر نسائي متميز في جميع المجالات ليس فقط بالمجال الأدبي طبعا.

 

تعرضت لمضايقات وسخريات والتعليق الأشهر الذي كنت ألقاه "أنتِ ما تعرفيش تكتبي بس لأنك بنت يجاملونك".

 

* ماذا تعني الكتابة بالنسية لرئام الأكحلي؟

 

** الكتابة تعني لي "الحياة".

 

* كيف تقيمين حركة التأليف والإبداع الفكري والأدبي في اليمن حاليا في ظل واقع الحرب، هل شهدت حراكا أدبياً إلى الأمام أم أن الحرب عطلت الحياة الأدبية؟ كيف تنظرين لها من واقع كونك أحد الكتاب والروائيين؟

 

** بالنسبة لي وبرأيي الشخصي الكتابة أصبحت كنوع من العلاج النفسي بالنسبة للكتاب والقراء، في ظل الحرب أعتقد نلاحظ ازدهارا، نلاحظ انتشارا للكتاب والكاتبات، لكن مثل ما قلت سابقا لا يوجد جهات حقيقية وداعمة تحتوي لهذا الحراك الأدبي، أتمنى من المعنيين بالأمر أن يولوا اهتماما بالغا بالحركة الأدبية الصاعدة.

 

* تجربتك مع القراءة هل لنا أن نستفيد منها؟ ما هو أول كتاب قرأتيه وآخر كتاب؟ وما أفضل كتاب صادفته حتى الآن؟

 

** أول كتاب قرأته كان "صنعاء مدينة مفتوحة" للكاتب العظيم "محمد عبدالولي"  وتقريبا هو أكثر كتاب تأثرت به وقررت من بعده أصير كاتبة، ولليوم ما زالت أعماله الأدبية تؤثر فيّ جداً، بالإضافة للأدب الروسي الشغوفة جدا به.


التعليقات