تحدث عن ندرة الملحنين المبتكرين ومغادرة الموهوبين اليمن
الفنان عبدالرحمن منتظر في حوار مع الموقع بوست: دفعتُ الثمن كفنان يسخر من الجميع وتراثنا غني ومتنوع (وجوه يمنية)
- حوار - صلاح الواسعي الأحد, 21 مايو, 2023 - 02:37 مساءً
الفنان عبدالرحمن منتظر في حوار مع الموقع بوست: دفعتُ الثمن كفنان يسخر من الجميع وتراثنا غني ومتنوع (وجوه يمنية)

[ الفنن منتظر قدم أكثرمن 100 أغنية ]

عبدالرحمن منتظر محمد المخلافي، شاعر وملحن وفنان غنائي، ولد في العام 1992م، غير أن ولادته الفنية كانت في العام 2011م، عندما بلغ عامه التاسع عشر، عن طريق أول أغنية قدمها في ثورة الربيع في اليمن.

 

عبدالرحمن الحاصل على شهادة ليسانس في الإعلام من جامعة تعز، يكتب الشعر، ويصنع الألحان، ويغني أيضا، وعُرف باللون الغنائي الساخر، والناقد للوضع السياسي والاجتماعي في اليمن، وأنتج عدد من الأغاني الساخرة، والتي أحدثت ضجة، وانتشرت بشكل كبير، خاصة أنها كانت مواكبة لأحداث خطيرة عاشها اليمن.

 

الأمر يعود بدرجة أساسية لموهبته الفذة، واستقلاليته في الرأي والقرار، فهو كما يقول" أنا ضد الجميع"، غير أن الوقوف ضد الجميع له ثمنه من الناحية الإبداعية، فكثيرا ما تعرض منتظر للإقصاء والتهميش والتجاوز، رغم مكانته الفنية، ويتجلى ذلك من خلال قلة انتاجه للأغاني الساخرة، لأنها لا تجد من يمولها.

 

وبالعودة الي حياته المهنية، يعد الفنان عبدالرحمن منتظر البالغ من العمر 31 عاما، أحد أهم المشتغلين بالفن الروحاني، أو ما يمكن تسميته مجازا بـ"النشيد الديني"، وإن كان هو يفضل تسميتها باللون الروحاني، والحقيقة أن انتاجه الفني لم يقتصر على لون محدد، فهناك الروحانيات والساخرة، والفرائحيات وغيرها، وبلغ انتاجه الفني أكثر من 100 أغنية، وهذا رقم كبير مقارنة بعمره، والمجتمع الذي يعيش فيه.

 

في هذا الحوار يتحدث الفنان منتظر عن جوانب من تجربته الإبداعية ككاتب، وفنان، وملحن، وذلك ضمن سلسلة "وجوه يمنية" التي ينشرها الموقع بوست عن أبرز الشخصيات اليمنية، التي كان لها إسهام كبير في الفن، والثقافة، والإعلام، والأدب، ومجالات عديدة.

 

نص الحوار:

 

*منذ متى بدأت التلحين الغنائي؟ وكيف وجدت نفسك فيه؟

 

**كنتُ في تعليمي الأساسي والثانوي عضوا في فرقة الإنشاد، بمعهد التقوى، وفي مدرسة باكثير، لم أكن حينها مهتما بالتلحين، وكتبتُ أولى قصائدي الشعرية في عامي السابع عشر، وكانت أولى قصائدي الغنائية على مستوى الجمهورية أغنية عن ثورة 11 فبراير.

 

بدأت محاولاتي الأولى في التلحين عام 2010م، ما يعني أن الملحن عبدالرحمن منتظر ولد في عامه التاسع عشر، ويعني أنها بداية متأخرة نوعا ما؛ ربما لأنني قبلها لم أكتشف امتلاكي تلك القدرات!

 

 

*عُرف منتظر قبل سنوات بلون غنائي ساخر، نال شهرة، وأثار جدلا شعبيا، لكنه مؤخرا اشتغل على النشيد الديني أكثر، هل يمكن القول أنك توقفت؟

 

**لم أوقف أعمالي الساخرة، لكن ربما لأننا ضد "الجميع" فلا أحد يدعمنا لإنتاج مثل تلك الأغاني، وأنا شخصيا لا أستطيع الإنتاج الذاتي دائما؛ لهذا تتوقف أعمالي الساخرة فترة ما وتعود.

 

وبالنسبة لقولك إنني "اشتغلت على النشيد الديني أكثر"، أظن أنك تقصد الروحانيات، تسميتها بالروحانيات أنسب لدي، لأن الأعمال الأخرى بنظري هي أيضا دينية وليست خارج الدين، أقصد تتوافق مع الدين، وحين نسمي الروحانيات أناشيد دينية، ربما يُفهم من هذه التسمية أن كل الأغاني الأخرى غير دينية، أو لا تنسجم مع الدين.

 

والدين – الإسلام - عندي منطلق في كل سلوك وإبداع في الحياة، أو على الأقل أجتهد أن أكون كذلك، وبالطبع لم تقتصر الأغاني التي اقدمها على الروحانيات، وهناك إنتاجات عامة، وإنتاجات خاصة كثيرة، بعضها جرى نشرها، وأخرى لم تنشر، وفيها الاجتماعي، والعاطفي، والفرائحي، والاحتفالي، والبرامجي، والمؤسساتي، وغير ذلك.

 

*كيف تقيم تجربتك في الفن الشعبي الساخر؟

 

*باختصار، هي تجربة مفصلية، ساهمت مساهمة جذرية في تشكيلي، ورسم مستقبلي الشخصي، والفني، والفكري، ويطول شرح هذه الحقيقة، لكن المهم أن فني الساخر له فضل كبير علي في فتح أبواب الوعي عندي، ومن خلال علاقاتي بين هذه الإصدارات اكتشفت ذاتي أكثر، أو قل عرفت نفسي من جديد إنسانا آخر.

 

*كم عدد الأناشيد والأغاني التي أنتجتها وأشرفت عليها ولحنتها؟

 

**أكثر من مئة أغنية.

 

*يقال إن اللحن ينبثق من القصيدة، وهناك رأي آخر يرى بأن اللحن في البدء، ثم تنسج القصيدة على اللحن، أخبرنا كيف يتولد اللحن الشجي؟

 

**قد يسبق اللحن، وقد تسبق القصيدة، يحدث الأمران كثيرا، المهم أن يكون الشاعر والملحن متمكنين مبتكرين، وقد تكون القصيدة موزونة، عمودية مثلا، وقد تكون بأوزان وتقاطيع متتابعة مختلفة رسمتها الجمل اللحنية، وإذا سبق اللحن يجب أن يكون الشاعر غنائيا يعيش روح اللحن، ويستوعب تقاطيعه، وأوزانه، ويحسن صناعة واختيار القوافي.

 

 

*هل أزمتنا الحالية أزمة ملحنين أم أزمة شعراء.؟

 

**إذا كنت تقصد في اليمن، فالشعراء كثير، والشعراء الغنائيون هم أقل عددا، أما الملحنون المبتكرون فأكثر ندرة، وكثير من الموهوبين والنجوم يغادرون اليمن قبل أن تدفنهم، وهذا من أبرز أسباب الأزمات التي سألتني عنها.

 

*لو أردنا للأنشودة اليمنية أن تعود إلى الزمن الجميل ما الذي سنحتاجه برأيك؟

 

**نهتم بالمنشدين والفنانين، ونرعاهم ونراعيهم، نصون أرواحهم، ونوفر لهم التنشئة الموسيقية من صغرهم، نحرص على شخصيتنا اليمنية، تراثنا غني ومتنوع وملهم.

 

وبالنسبة للألحان فعلى الفنان والملحن أن يسمع كل شيء لدى الآخرين، وسيتشكل لديه الشيء الجديد والخاص، وبمثل هذه الأساسات سيبدع المنشد / الفنان اليمني، وستتكون لديه شخصية فنية أصيلة ومتجددة، لا تنسى الماضي، وتصنع الحاضر.


التعليقات