«تنظيم الدولة» لم يعد قوة قتالية مرعبة
- العرب القطرية الثلاثاء, 09 فبراير, 2016 - 01:43 صباحاً
«تنظيم الدولة» لم يعد قوة قتالية مرعبة

 
 
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن محللين وجماعات مراقبة قولهم: إن الهزائم التي تعرض لها «تنظيم الدولة» على أرض المعركة في الآونة الأخيرة تشير إلى أن جيش التنظيم الذي كان ينظر إليه بأنه لا يمكن هزيمته بات مكبلا الآن جراء تفاقم المشاكل المالية والانشقاقات وتضاؤل حجم المقاتلين.
 
وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن القوات الكردية والعربية المدعومة من الولايات المتحدة استحوذت على مساحات كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم "المتطرف" في أجزاء من العراق وسوريا حيث أعلن الخلافة في عام 2014.

وبحسب محللين، فإن تلك الخسائر ترتبط بمعاناة التنظيم لدفع أجور المقاتلين وتجنيد آخرين جدد لتعويض النقص الناتج عن أولئك الذين هجروه أو فروا منه إلى جماعات متشددة أخرى أو ماتوا على أرض المعركة.
ونقلت الصحيفة عن يعقوب شابيرو، الخبير في تنظيم الدولة ومدرس العلوم السياسية في جامعة برينستون، قوله: "هذه الأمور تدل على أن التنظيم الذي عقد العزم على الاحتفاظ بالأراضي لن يستمر".
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل عام واحد فقط، كان ينظر إلى تنظيم الدولة بوصفه قوة ماحقة وغنية ومنظمة تقوم بإيفاد آلاف المقاتلين المتحمسين الذين اجتاحوا القوات المتنافسة في العراق وسوريا بسرعة ووحشية مذهلة، لكن الأشهر الأخيرة شهدت تحولا لهذا الزخم.
ويقدر مسئولون عسكريون أميركيون أن التنظيم خسر نحو %40 من الأراضي التي استولى عليها في العراق وما يصل إلى %20 من أراضيه في سوريا، مشيرين إلى أن القوات الكردية والعربية، بما في ذلك الجيش العراقي الأكثر كفاءة، أحرزت تقدما ضد الجماعة بمساعدة الضربات الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وبحسب "واشنطن بوست"، يقول محللون: إن الغارات الجوية ألحقت أضرارا بالبنية التحتية النفطية لتنظيم الدولة، وهي مصدر دخل رئيسي له، كما أن الانتكاسات الإقليمية حرمت التنظيم من الضرائب التي يفرضها على السكان والأصول التي يستولي عليها، كل هذا، كما يقول المحللون، يبدو أنه أجبر التنظيم على خفض الرواتب والامتيازات للمقاتلين.

مع ذلك، والقول للصحيفة: لا يتوقع كثيرون أن يتعرض التنظيم لهزيمة مفاجئة؛ حيث إنه معروف عنه مرونته وقدرته على مفاجأة خصومه، وربما يستمر أيضا في استغلال المظالم الطائفية التي ساعدته على كسب الولاءات، وإن كانت غير واضحة المعالم في بعض الأحيان، من السكان السنة الواقعين تحت سيطرتها، وهو أمر صعب مهمة هزيمته.

وأوضحت الصحيفة أن تعليق محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف لإنهاء الحرب السورية قد ساهم في تعقيد الجهود الدولية لمحاربة "تنظيم الدولة"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا يدعمان طرفي النقيض في الصراع ولكن مع ذلك دعّما المحادثات بسبب القلق من أن القتال الذي أودى بحياة أكثر من250 ألف شخص وشرد الملايين سيؤدي إلى تقوية وتمكين التنظيم.

ونقلت الصحيفة عن فيرا ميرونوفا، الخبيرة في شؤون الجماعات المسلحة في سوريا والعراق في مركز بيلفر بجامعة هارفارد، قولها: "يبدو أن هناك ارتفاعا في عدد المقاتلين الذين يهجرون تنظيم الدولة، أو الذين لجئوا إلى جماعات متشددة أخرى".
 
 


التعليقات