مع حلول الذكرى الثامنة لـ"جمعة الكرامة" الدامية التي راح ضحيتها قرابة 53 شاباً من خيرة اليمنيين على يد قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، تفاعل ناشطون وسياسيون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتمثل "جمعة الكرامة" التي تصادف اليوم من شهر مارس 2011، تاريخا لميلاد جيل مستعد للتضحية من أجل الحرية، والإصرار على التمسك في حقهم بنظام مدني يسود فيه القانون والدستور بعيدا عن نظام الفرد والتسلط.

وفي السياق ذاته قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي إن "جمعة الكرامة أوقدت في الناس شعلة الحب لليمن وحررتهم من أغلال الاستبداد"، مضيفا "سلام على كل الدماء الغالية التي أزهرت حرية وعزة ورفعة لا يزال أثرها ساريا في شباب ورجال يقاومون الكهنوت المتخلف والمتجدد".

من جانبها قالت وزير حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور "في إطار عمل قانوني مؤسسي يستند إلى العدالة الانتقالية ومنعاً لإفلات مرتكبي الجريمة من العقاب، يحق لأولياء الدم اللجوء للقضاء في إطار العدالة الجنائية إذا امتنع هؤلاء القتلة عن الاعتراف والاعتذار والالتزام بعدم التكرار، وعلى الدولة تعويض الضحايا أو أسرهم".

من جهته قال الصحفي عبد العزيز المجيدي "في ذكرى من رحلوا في جمعة الكرامة، قناديل ثورة أطفأتها عصابات القتلة والغدر ونظام المافيا الطائفي".

وأضاف المجيدي: "كنتم يد الحرية المضرجة بالورد، تصدح بترانيم السلام، طلبا للخلاص بالمحبة، وكانوا متعهدو حروب ومقابر وانقلابات"، متابعا "في ذكرى صعودكم الثامنة: مهما تطاول الليل، فثمة صبح قادم، حين يريد الشعب".

بدروها الناشطة والإعلامية ماجدة الحداد علقت على شهداء جمعة الكرامة في ذكراها الثامنة بالقول "خسروا حياتهم ليمنحونا الكرامة، فقدناهم وفقدنا الكرامة وفقدنا الوطن.. رحم الله شهداء يوم الكرامة، المجد لهم والعار لنا"، مضيفة "لن أنسى هذا اليوم ولا هذا المنظر ما حييت".

المحلل السياسي ياسين التميمي قال "من العجائب العظيمة ليوم الثامن عشر من مارس 2011 أن الذين دبروا ونفذوا المذبحة أصبحوا اليوم أضعف وأذل وأقل شأنا؛ كبيرهم لقي حتفه بالطريقة نفسها لكن دون كرامة أو مجد".

وأضاف "لليمن بعد ثمانية أعوام على جمعة الكرامة أعداء أشد فتكا وأكثر لؤما لكن أكثر انكشافا؛ أودع الله في شباب الكرامة كرامةَ المقاومة والتضحية لأجل الحرية والكرامة، فليس بعد تضحياتهم تضحية".

وتابع: "المجد لكم أيها الشهداء والجرحى والمعتقلين.. فقد نحتم في صخرة المجد تاريخا للكرامة".

إلى ذلك قال الإعلامي سمير النمري، مراسل قناة الجزيرة من اليمن "في مثل هذه اللحظات عام 2011 كان علي عبد الله صالح يوجه مجموعة محترفة من القناصة لقتل آلاف الشباب المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء للمطالبة برحيله".

‏وأضاف: "كانت هذه المجزرة التي ارتكبها صالح إيذانا منه ببدء مرحلة الفوضى والقتل والتدمير في اليمن ولا زالت تسير إلى اليوم".

الباحث اليمني نجيب عبد الله شحرة قال في ذكرى جمعة الكرامة "ما زال الشعب يخوض معركة الكرامة"، مشيرا إلى أن معركة الأمس كانت مع القاتل واليوم مع ممول القاتل، بإشارة منه إلى صالح والحوثيين.

وأضاف شحرة: "كما انتصر الشعب على القاتل سوف ينتصر على مموله".

كذلك الصحفي فؤاد مسعد قال "مجزرة جمعة الكرامة تاريخ من زمن الثورة لن ينسى وذاكرة التضحية في سبيل الثورة والحرية، رحمة الله على الشهداء الأبرار، واللعنة تلاحق القتلة في كل وقت وحين".

الناشط السياسي عيسى الشفلوت قال "في ذكرى مجزرة جمعة الكرامة التي أمر بها المخلوع صالح ونفذها طارق وعمار وأحمد ويحيى الراعي، و بعد المصير الذي حل به وبهم، فقد وصلت إلى اليقين التام أن دماء الأبرياء تحرق من أراقها وتهين وتخزي من أيده ولو بكلمة"، مضيفا: "لأن من خلق الخلق وحرم إراقة دمائهم توعد الظالم بالانتقام ووعده الحق".