تصنيف الإخوان المسلمين في قوائم الإرهاب.. أسباب وتداعيات مختلفة (تقرير)
- خاص السبت, 04 مايو, 2019 - 07:38 مساءً
تصنيف الإخوان المسلمين في قوائم الإرهاب.. أسباب وتداعيات مختلفة (تقرير)

[ جاء قرار ترامب عقب لقائه الرئيس المصري السيسي ]

تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو إدراج جماعة الإخوان المسلمين في القائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية"، وذلك بعد تشاورها مع زعماء بالمنطقة العربية.

 

وكانت وسائل إعلام نقلت عن مسؤول أمريكي كبير -لم تسمه- تأكيده أن الرئيس المصري طلب التصنيف من ترامب خلال اجتماع خاص أثناء زيارة لواشنطن في التاسع من أبريل/نيسان، وأن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يؤيدان ذلك، وهناك كذلك معارضة واسعة لذلك التوجه.

 

لا زال ذلك القرار في داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار في أمريكا، وهو يسمح بفرض عقوبات على أي شخص في الإخوان أو جماعة على صلة بها.

 

جاء هذا القراء بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي ترامب، بالتزامن مع حملة أمنية واسعة تقوم بها السلطات المصرية ضد الجماعات الإسلامية المختلفة في بلادها.

 

جماعة الإخوان المسلمين لم تصمت إزاء ذلك التحرك ورفضته، وقالت إنها ستظل مستمرة في العمل وفق الفكر الوسطي السلمي لخدمة المجتمعات التي تعيش فيها، مؤكدة أن ما يقترفه السيسي من جرائم لا يقتصر على أفراد جماعة الإخوان المسلمين، بل يتجاوزهم إلى كل فئات الشعب المصري.

 

وسبق أن قامت مصر بتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بعد إسقاط الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013 والذي كان ينتمي لتلك الحركة الإسلامية ووصل للحكم بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

 

مساعٍ خليجية

 

كما تشير كثير من المصادر الأمريكية التي نقلت عنها وسائل إعلام مختلفة، فإن للخليج وتحديدا السعودية والإمارات دور كبير بالوقوف وراء ذلك التوجه الأمريكي.

 

فقد تبنت الدولتان موقفا معاديا للإخوان المسلمين منذ وقت مبكر وتحديدا عقب ثورات الربيع العربي، التي كان لهم الدور الكبير فيها، خاصة أنه كانت هناك توقعات بأن تجرف تلك الموجة الأنظمة في كثير من الدول العربية، وزاد الطين بلة بعد الأزمة الخليجية القطرية، كون الأخيرة من أكبر الداعمين للإخوان.

 

وهناك مخاوف كثيرة من قِبل الحكام في الإمارات والسعودية من حدوث انفتاح إخواني مع القوى الخارجية، إضافة إلى أنه وسيلة لتلك الدولتين لبناء علاقات واسعة مع القوى الغربية التي تحارب الإخوان المسلمين وأي جماعات دينية.

 

وكان ملاحظا كذلك وقوف الخليج وراء إدراج الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب، وذلك بعد أن دخل معها في حرب مع وكلاء طهران في المنطقة، وهي الخطوة التي من المتوقع أن تسهم في عزلة إيران.

 

والحرس الثوري الإيراني من أهم المكونات داخل القوات المسلحة الإيرانية، ويقدر خبراء عدد أفراده بحوالي 100 ألف، وهم يمتلكون برامج صواريخ باليستية.

 

صفقة عربية أمريكية

 

ينظر لذلك الإعلان المحلل السياسي محمد الغابري بأنه جاء تلبية لرغبة أبو ظبي والرياض، مقابل الموافقة والترويج لما عرف بصفقة القرن في إنهاء أي اعتبار للقضية الفلسطينية.

 

أما حول تداعياته، فرأى في حديثه مع "الموقع بوست" أنها قد لا تكون خطيرة؛ لأن ترامب وغيره يعلمون أن الإخوان المسلمين جماعة مسالمة، لا يمكن دفعها للعنف، الذي قد يكون من أهداف التصنيف هو جرها لذلك المربع وما يسمى "الإرهاب".

 

ولم يستبعد أن يكون لذلك التوجه تداعيات على مستوى الامتناع عن التعامل مع الجماعة، كما كان من قبل، فلا حوار أو تفاوض تكون طرفا فيه.

 

وأضاف الغابري أن الغرض الآخر من التصنيف، هو اعتبار معتقلات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للأعضاء في الجماعة قانونيا.

 

مخاوف

 

بدوره يعتقد الكاتب الصحفي أمجد خشافة أنه في حال تم تمرير تصنيف جماعة الإخوان كإرهابية، فإنه سيشكل إرباكا لدى الدول التي تعتبر هذه الجماعة جزءا من البيئة السياسية مثل الأردن والبحرين والكويت والمغرب، وكذلك الذين يتواجدون في دول أوروبية وحتى أمريكا نفسها، إذ أوصت مؤسسة راند الأكثر تأثيرا على قرارات واشنطن بالتعاطي مع شباب الإخوان في مصر لأنهم أكثر انفتاحا.

 

واتفق خشافة في تصريحه لـ"الموقع بوست" مع ما طرحه الغابري بأن الهدف الأخير من توجه ترمب لتصنيف الإخوان، يأتي ضمن مساعيه كمقايضات مع بعض أنظمة المنطقة لتمرير ما عرف بصفقة القرن.

 

وقال إنه إلى الآن ما يزال موضوع التصنيف الذي يجري الحديث عنه في طور الدراسة، ولم يتم إقراره بعد.

 

وبدا بالنسبة له أن هذه الخطوة ليست من دوافع واشنطن لخطر لمسته من الإخوان المسلمين، ولكن بطلب من دول في المنطقة وضعته على طاولة ترامب بعد أن التزمت تلك الدول لأمريكا في دعم خيارات ما بعد حصار إيران وتغطية الاحتياجات النفطية في السوق.

 

 والإخوان المسلمون جماعة إسلامية تأسست على يد حسن البنا في مصر عام 1928، وتصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة"، وهي حركة معارضة في كثير من الدول العربية ووصلت إلى سدة الحكم عدة مرات، وتصنفها بعض الدول كإرهابية مثل السعودية، وهو الأمر الذي ترفضه تلك الجماعة.


التعليقات