إعدامات وانتهاكات على أسس مناطقية للانتقالي بعدن.. تخوفات من دورة عنف جديدة (تقرير)
- عدن - خاص السبت, 31 أغسطس, 2019 - 04:34 مساءً
إعدامات وانتهاكات على أسس مناطقية للانتقالي بعدن.. تخوفات من دورة عنف جديدة (تقرير)

[ واشنطن بوست: المصادمات بعدن أدت إلى إضعاف وحدة التحالف السعودي الإماراتي(رويترز) ]

لم تكن رسالة مدير أمن محافظة أبين أبو مشعل الكازمي الصوتية التي كشف فيها عن قيام مليشيات المجلس الانتقالي المتمردة المدعومة من الإمارات بإعدام عدد من أبناء محافظة أبين في العاصمة المؤقتة عدن وحدها من كشفت تحرك رمال الماضي، وظهور مؤشرات عودة موجة العنف المناطقية في المحافظات الجنوبية، فعصر التكنولوجيا لا يبقي شيئا غير مكشوف.

 

مؤشرات

 

في مناطق متفرقة من العاصمة المؤقتة عدن نصبت مليشيات المجلس الانتقالي نقاطا مسلحة مهمتها الفرز بالهويات، وبحسب مصادر محلية فالفرز بالهويات لم يستثن حتى النساء في تجاوز لكل أعراف اليمنيين.

 

ولم تكن نقاط الفرز بالهوية هي وحدها سيدة الموقف في عدن، فالمداهمات للمنازل والمؤسسات والفنادق مستمرة، ولم تستثن حتى طلاب الجامعات، فقد قامت قوة من مليشيات الانتقالي باقتحام السكن الطلابي في مدينة الشعب واعتقلت عددا من الطلاب من أبناء محافظة شبوة واقتادتهم إلى مكان مجهول، بحسب مصادر لـ"الموقع بوست".

 

سحل وإهانات

 

وفي مشهد أعاد للأذهان الأحداث الدموية في يناير 1986 بين ما أطلق عليه الصراع بين الطغمة والزمرة من أبناء محافظتي الضالع ولحج وأبين وشبوة والتي شهدت تصفيات جماعية على أسس مناطقية بين الجانبين، فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مرئيا لعناصر من مليشيات الانتقالي قدمت من يافع وقامت بسحل عقيد في الجيش الوطني من أبناء محافظة أبين والتمثيل بجثته.

 

وأظهر التسجيل المصور العقيد حسين القملي وهو ممد على الأرض ويقوم مجموعة من مليشيات الانتقالي بإهانته والدوس على رأسه بالإقدام والتلفظ بألفاظ نابية.

 

كل ذلك أثار جملة من التساؤلات والتخوفات من عودة موجة العنف على مستوى المحافظات الجنوبية والشمالية على أسس مناطقية.

 

وهي تخوفات جاءت عقب سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي قامت بها مليشيات التمرد التابعة للمجلس الانتقالي في محافظتي عدن وأبين خلال اليومين الماضيين.

 

إعلام يغذي

 

وتزامن مع سلسلة الانتهاكات تناول إعلامي من وسائل إعلام مرئية وضخ هائل في وسائل التواصل الاجتماعي لناشطين محسوبين على المجلس الانتقالي يسعون جاهدين لإيهام الرأي العام بأن الحرب شمالية جنوبية لأهداف سياسية يسعى المجلس الانقلابي من خلالها لحشد مقاتلين على أسس مناطقية والتبرير لمطالبه بانفصال جنوب اليمن، غير عابئين بما ينتج عن ذلك من تدمير للنسيج الاجتماعي وصراع أزلي لن يكون أحد بمعزل عنه، وقد يمتد لسنوات عديدة وينتقل إلى المكونات الأساسية للمجتمع والقبائل اليمنية.

 

ولوحظ أن الحملة واكبتها تناولات وتغذيات متواصلة من وسائل إعلامية محسوبة على التحالف العربي والمجلس الانتقالي تحاول جاهدة أن توصل فكرة إلى المشاهدين أن الصراع شمالي جنوبي، في تعسف واضح لحقيقة الصراع وكونه بين الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وكيانات مسلحة بدعم إماراتي انقلبت على الدولة.

 

حقوق الإنسان

 

ولم يكن الاستنكار والتخوف في الأوساط الشعبية فحسب، بل فقد أصدرت وزارة حقوق الإنسان بيانا أدانت فيه الانتهاكات المتواصلة التي أقدمت عليها مليشيات المجلس الانتقالي.

 

وكشفت وزارة حقوق الإنسان عن قيام مليشيات ما يُسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً بقتل وإصابة نحو 300 مدني بينهم نساء وأطفال، بمحافظتي عدن وأبين خلال عمليات المطاردة والمداهمات للمنازل بالمحافظتين.

 

وحملت الوزارة مليشيات الانتقالي ومموليه مسؤولية الجرائم الدموية والتي شملت تصفيات وإعدامات خارج إطار القانون بحق المدنيين والأسرى والمختطفين والجرحى في المستشفيات على أساس مناطقي.

 

‏تخوف من ردود الفعل

 

من جانبه، قال عبد الرب اليافعي إن ما فعله بعض جنود الانتقالي من يافع بالأسرى من مأرب وشبوة وذبحهم بالسكين يدفعه للخوف فعلاً.

 

وأضاف في منشور له على فيسبوك أن منفذ العبر يصله يومياً المئات من أبناء يافع وهو يمر بأراضي مأرب وشبوة.

 

وعبر عن تخوفه من أن يكون هناك رد فعل انتقامي تجاه ما حدث في عدن، مؤكدا أن القبائل لن تترك دماء أبنائها هدراً وقد يصبح "الطارف غريم"، حسب قوله.

 

الدولة والمليشيات

 

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن الفرق يتجلى بين الدولة التي سيطرت في شبوة ومن يعبثون بعدن حتى الساعة.

 

وأوضح الهدياني -في منشور على فيسبوك- أن الجيش الوطني الحكومي سيطر على شبوة ولم تسجل حالة انتهاك واحدة حتى مع الأسرى والقيادات ممن قاتلوا في صف المليشيات.

 

وتابع "فيما سيطر الانتقالي على عدن وعلى مدار الساعة انتهاكات واقتحامات ومداهمات للبيوت وقتل وسحل ونهب وإحراق وصل حد اقتياد الناس من المساجد واختطافات مناطقية عبر الهوية".

 

وخاطب الهدياني مليشيات الانتقالي بالقول إن "كل من في عدن والجنوب يمقتكم وسيثور ليرميكم في بالوعة الزمن".


التعليقات