السعودية بين التناقض والتخبط.. تحشد لتصنيف الحوثي "منظمة إرهابية" وتدعوها للمفاوضات بالرياض (تقرير)
- خاص الاربعاء, 16 مارس, 2022 - 12:10 صباحاً
السعودية بين التناقض والتخبط.. تحشد لتصنيف الحوثي

أجواء من التناقض والتخبط تعيشها المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة بين حشد كل طاقتها لتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية" وذهابها لدعوة الجماعة للتفاوض في الرياض لإنهاء الحرب اليمنية التي تدخل في 26 من مارس الجاري عامها الثامن.

 

وتسعى السعودية بكل الوسائل لتخليص نفسها من الحرب المكلفة التي أودت بحياة عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين، ودفعت بالبلد العربي الفقير إلى حافة الهاوية، في حين ينظر للحرب أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران ونقطة احتكاك بين الرياض وواشنطن.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين خليجيين قولهم إن مجلس التعاون الخليجي يدرس دعوة جماعة الحوثي وأطراف يمنية أخرى للتشاور في الرياض هذا الشهر في إطار مبادرة جديدة  لدعم جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

 

وأضافت أنها سوف ترسل دعوات رسمية خلال أيام لإجراء محادثات بشأن الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وتحالف بقيادة السعودية، مشيرة إلى أن الحوثيين سيكونون "ضيوفاً" على الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف في مقر الهيئة بالرياض.

 

التناقض صفة التحالف

 

ويقول الناشط السياسي محمد المقبلي إن دعوة الرياض تحمل أكثر من خيارات مفتوحة، لكنه لا يمكن فصل الجانب السياسي عن العسكري، مؤكدا أما أنها تأتي ضمن توجه دولي لصنع مبادرة خليجية ثانية، حيث ستكون أحد ثمار التنسيق السعودي الإيراني في بغداد تحديدا أو انتاج تسوية سياسية معينة يرفضها الحوثيين لذهاب إلى الخيار العسكري لحسم المعركة ميدانيا.

 

ويضيف "المقبلي" لـ "الموقع بوست" أن تزامنها مع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل وزراء داخلية العرب في دلاله للتخبط والتناقض اللتان هما ماركة مسجلة باسم التحالف منذ الشهر الأول لحربه في اليمن، بينما يصفها بالإضافة "العجيبة والغريبة لذات النهج"، متسائلا كيف في مرحلة عزل دولي واقليمي للجماعة التي أصبحت في دائرة الإرهاب تدعو لمفاوضات بالرياض.

 

معركة السعودية ورفض حوثي

 

وسارعت جماعة الحوثي برفضها لدعوة مجلس التعاون للحوار في الرياض باعتبارها طرفا في الحرب على اليمن وليست وسيطا، وفق ما كتب القيادي البارز في الجماعة محمد الحوثي بتغريدة على تويتر.

 

ومن المقرر عقد المفاوضات في الفترة من 29 مارس إلى 7 أبريل، في وقت تناقض هذه التسريبات ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأسبوع الماضي عن تصريح لمسؤول سعودي يشير إلى أنه إذا سيطر الحوثيون على مأرب ستخسر الرياض الحرب، وينتهى الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

ويفيد التصريح المنسوب لمسؤول سعودي كبير أن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة يهدف لدفع الحوثيين للتراجع في معركة مأرب وإلحاق الأذى بهم ليضطروا إلى التفاوض، بينما يرفض الأخير التفاوض أثناء محاولتهم السيطرة على مأرب.

 

ومنذ فبراير/شباط العام الماضي تدفع جماعة الحوثي بأنساقها في محاولة منها للسيطرة على مأرب الغنية بالنفط والتي تعد آخر معاقل القوات الحكومة الموالية للشرعية، لكن كل محاولتها باءت بالفشل وخسرت الآلاف من عناصرها.

 

جماعة إرهابية

 

وكانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب اعتمدت السبت الماضي، تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وإدراجهم ضمن قائمة القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية، بعد نحو أسبوعين من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا بهذا المعنى، فضلا عن توسيع قرار الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن ليشمل جميع المسلحين الحوثيين، بعدما كان مقتصرا على أفراد وشركات محدّدة.

 

وبحسب اجتماع الدورة 39 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد بتونس في الثاني من مارس/آذار الجاري بأن هذا التصنيف تنفيذا للخطة المرحلية التاسعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها اجتماع بمشاركة وزراء الداخلية العرب وممثلين عن عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية ووفود أمنية عربية رفيعة المستوى.

 

وتأتي هذه الدعوة، بعد يومين من تعليق إيران محادثاتها مع السعودية وقبل دخول الجانبين في جولة مفاوضات جديدة بالعراق دون توضيح الأسباب، فيما يأمل دبلوماسيين أن تفتح المفاوضات قنوات مباشرة بينهما لتخفيف التوتر في أنحاء الشرق الأوسط بعد أعوام من الأعمال العدائية التي وضعت المنطقة على شفا الحرب.


التعليقات