ناجٍ يمني من الاغتيالات يدعو للتحقيق في هجمات المرتزقة الأمريكان (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الاربعاء, 19 فبراير, 2020 - 07:59 مساءً
ناجٍ يمني من الاغتيالات يدعو للتحقيق في هجمات المرتزقة الأمريكان (ترجمة خاصة)

[ مرتزقة أمريكان نفذوا اغتيالات ضد خصوم الإمارات جنوب اليمن ]

دعا ناج يمني من عملية اغتيال أمرت بها الإمارات العربية المتحدة بقيادة مرتزقة أميركيين إلى محاسبة المسؤولين عن تلك العملية.

 

وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية في خبر لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن عبد الله سليمان عبد الله دوبلة، هو صحفي سابق، وقع ضحية محاولة اغتيال السياسي اليمني أنصاف علي مايو في عام 2015 في مدينة عدن الجنوبية، والتي كانت آنذاك تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة.

 

وقام المرتزقة الأمريكيون العاملون في مجموعة "سبير أوبريشن" بالمهمة التي لم يقتل فيها أحد. أورد تقرير للبزفييد لعام 2018 بالتفصيل كيف تعاقدت الإمارات مع الأمريكيين في حملتهم ضد أهداف "إرهابية" في اليمن، والكثير منهم مرتبطون بحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو فرع يمني لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الإمارات العربية المتحدة.

 

ووفقا للمجلة فإن دوبلة يعيش الآن في تركيا بعد فراره من اليمن عبر الأردن - هو واحد من يمنيين اثنين يدعوان السلطات الأمريكية والبريطانية والتركية إلى اعتقال الأمريكيين والإماراتيين المتهمين بالتورط في الحملة السرية وكذلك جرائم الحرب الأخرى المرتكبة في اليمن.

 

تقول المجلة إن دوبلة ومحاميه قدموا، الأسبوع الماضي، في شركة "ستوك وايت" ومقرها لندن جميع الأدلة التي تم جمعها إلى وزارة العدل الأمريكية ووزارة العدل التركية وشرطة العاصمة البريطانية.

 

وقالت شركة "ستوك وايت" إن عبد الله دوبلة والمقدم الآخر صلاح مسلم سالم، والذي قُتل أخوه في اليمن عام 2019 ، يمولان قضيتهما دون دعم من طرف ثالث.

 

وأشارت نيوزويك إلى أن كلا من وزارة العدل والسفارة الإماراتية في لندن رفضتا التعليق على هذه الاتهامات. ولفتت إلى أن السفارة الإماراتية في واشنطن لم ترد على مكالمات ورسائل البريد الإلكتروني لمجلة نيوزويك التي طلبت فيها التعليق.

 

وأنصاف مايو هو أكبر سياسي في حزب الإصلاح في عدن، وهكذا دخل اسمه في قائمة القتل بدولة الإمارات العربية المتحدة. استهدف الأمريكيون مقر الإصلاح على أمل أن يعلقوا قنبلة على الباب الأمامي للمبنى التي من شأنها أن تقتل مايو عندما يتم تفجيرها، وفقا للمجلة.

 

لكن العملية كانت فاشلة. كان أنصاف مايو قد غادر المبنى قبل حوالي 10 دقائق من وصول الأمريكيين، وتُظهر لقطات لطائرة بدون طيار حصلت عليها "بزفييد" كيف انطلقت العملية في الارتباك بعد أن فتح أحد المرتزقة النار على هدف مجهول في الشارع بينما حاول رفيقه زرع المتفجرات.

 

وقال دوبلة إنه كان يعيش سابقًا في العاصمة صنعاء لكن بعد أن استولى المتمردون الحوثيون على المدينة أغلقوا القناة الإخبارية التي كان يعمل بها وبدؤوا في إضطهاد أعضاء حزب الإصلاح. وفر بعد ذلك إلى عدن، حيث عرض عليه مايو وظيفة يعمل بها مع الفريق الإعلامي لحزب الإصلاح.

 

وأضاف دوبلة لنيوزويك أنه كان واحداً من حوالي 20 شخصًا داخل المقر في 29 ديسمبر 2015، عندما شن الأمريكيون هجومهم بدعم من القوات الإماراتية وجنود الفيلق الأجنبي الفرنسي.

 

بعد الانفجار الأول -القنبلة التي كان من المتوقع أن تقتل أنصاف مايو- قال دوبلة إنه حاول الوصول إلى شرفة المبنى لمعرفة ما كان يحدث. ولكن بعد الانفجار الثاني لجأ دوبلة وعدة صحفيين آخرين إلى سطح المبنى، بعد أن قام المرتزقة بتفجير سيارة الجيب الخاصة بهم لإحداث المزيد من الأضرار والارتباك.

 

في خضم الفوضى، قال دوبلة إنه سمع شخصًا يصرخ "اذهب.. اذهب" بالإنجليزية. وقال إن هذا الأمر أربكه لأنه لا يعرف أي أمريكي أو حتى غير عربي يعمل في عدن.

 

يُعتقد أن بعض من يقف وراء العملية يقيمون في الولايات المتحدة، دوبلة وفريقه القانوني يقولون إنه يمكن اعتقالهم بموجب الولاية القضائية العالمية وكذلك يتهمون السلطات الإماراتية في هذه العملية. هذا يسمح للدول بالتحقيق أو محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان وقوع الحوادث.

 

قال المرتزقة الأمريكيون الذين تحدثوا إلى "بزفييد" إنهم استهدفوا أولئك الذين صنفتهم حكومة الإمارات العربية المتحدة كإرهابيين. ورفض دوبلة هذه الحجة، مشيرًا إلى أن جميع الموجودين في مقر الإصلاح خلال الهجوم كانوا من السياسيين والمدنيين.

 

وقال: "الإمارات تستخدم هذه الادعاءات الإرهابية فقط لتبرير هجماتها على هؤلاء السياسيين الذين يتحدثون ضدهم".

 

وقال إن الإمارات ومتعاقديها الأمريكيين "يحاولون تفريغ عدن من السياسيين الذين كانوا يتحدثون ضد الإمارات".

 

اعترف دوبلة أنه من غير المرجح أن تحتجز السلطات الأمريكية أيًا من المتهمين الأمريكيين. وبدلاً من ذلك، فإن شكواه تتعلق بمحاولة كبح حملات الاغتيال في الإمارات وجعل الدول "تفكر مرتين" قبل تجنيد المرتزقة. كما أشار إلى أنه كان من الممكن قتل 20 شخصًا وأن "الأرواح غالية ولا يمكن التغافل عنها".

 

وقال دوبلة إنه يأمل أن تحتفظ وزارة العدل باستقلالها وأن تكون قادرة على التحقيق في المزاعم دون تدخل من الرئيس. على الرغم من أنه ليس لديه أي إيمان بالحكومة إلا أن دوبلة قال إنه لا يزال "يثق في الطبيعة المستقلة لنظام العدالة الأمريكي".

 

وأردف أن الناخبين الأميركيين يمكنهم أيضًا ممارسة الضغط، مما يجبر المشرعين على "التحرك صوب جعل الحكومة لديها نظام أفضل حيث لا يستطيع هؤلاء المرتزقة العمل بسهولة في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر".

 

قدمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الدعم اللوجستي للقوات الإماراتية والسعودية في تدخلها في اليمن. ويشمل ذلك القنابل الأمريكية المستخدمة في العديد من جرائم الحرب المزعومة.

 

لكن دوبلة أكد أنه واليمنيين الآخرين لا يخلطون بين الشعب الأمريكي والإدارة التي لا تحظى بشعبية واسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقال عن أبناء بلده "إنهم قادرون على التفريق بين الشعب والنظام".

 

واختتم قائلاً: "إنهم يلومون النظام الأمريكي والحكومة الأمريكية على الكثير من الفوضى التي تحدث داخل اليمن لكنهم أذكياء بما يكفي للتمييز عن الشعب".

 

* يمكن الرجوع إلى المادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات