[ المدمرة الأمريكية يو إس إس كول بعد تعرضها للهجوم في عدن ]
كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عن عملية ملاحقة وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتنصت عبر الهاتف لأحد تنظيم القاعدة في اليمن، وهو المشتبه به الرئيسي في عملية تفجير "يو إس إس كول" بخليج عدن في العام 2000.
وقالت المجلة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست"، إن حالة واحدة لعملية التنصت على الأقل في عام 2002، ساعدت اعتراضات وكالة الأمن القومي عملاء الولايات المتحدة على قتل الإرهابي في اليمن قائد سنان الحارثي ويكنى بـ"أبو علي الحارثي" المدبر الرئيسي لتفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في عدن والتي راح ضحيتها 17 بحارا أمريكيا.
وأضافت "إن القتل المستهدف للحارثي على أساس مكالمة هاتفية تم اعتراضها ساعد بالتأكيد على تعزيز التصور -المنتشر الآن في الحكومة الفيدرالية- بأن المراقبة تساعد على جعل أمريكا أكثر أمانًا. أو على الأقل يمنح أمريكا القدرة على الانتقام من الأعمال الإرهابية التي تفشل في إقافها".
وأشارت إلى أنه في يونيو 2013، نشرت صحيفة الجارديان وثائق سرية تحدد الجهود الجديدة الهائلة لوكالة الأمن القومي الأمريكية لمراقبة المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني وحركة المرور الأخرى على الإنترنت لمئات الملايين من الأشخاص.
ولفتت إلى أن مبادرة ما يسمى "بريزم"، التي أطلقت في عام 2007 وتستمر اليوم، تستهدف الأمريكيين الذين تشمل اتصالاتهم عبر الإنترنت الأجانب أيضًا، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ مبادرات مماثلة لوكالة الأمن القومي تستهدف الأشخاص خارج الحدود الأمريكية بدقة لسنوات عديدة.
وتسرد مجلة "ناشيونال إنترست" في تقريرها الذي أعده "ديفيد أكس" وهو محرر الدفاع في المجلة، أنه في 12 أكتوبر 2000، انطلق زورق صغير إلى جانب المدمرة البحرية "يو إس إس كول" بالقرب من عدن باليمن للتزود بالوقود. انفجرت قنبلة مخبأة على متن القارب أصابت كول وتسببت في مقتل 17 بحاراً.
وقالت المجلة "لمدة عامين بعد تفجير كول، استمعت وكالة الأمن القومي إلى الصوت المميز لقائد سليم سنان الحارثي، أحد العقول المدبرة المشتبه بها للهجوم".
ووفقا لجيمس بامفورد في كتابه "The Shadow Factory"، فقد تم البحث الصامت لوكالة الأمن القومي عن مفجر القاعدة من خلال مجموعة هوائي محمول تسمى "Trojan Remote Receiver-38"، التي أقيمت في معسكر دوحة للجيش الأمريكي في الكويت.
يشير أنه يتم تشغيل "TRR-38" من قبل ستة أشخاص ويقوم بإعتراض الإشارات التي تنتقل من وإلى القمر الصناعي إنمارسات التجاري الذي يستخدم بشكل مكثف لمحادثات هاتف في الشرق الأوسط. تم توجيه المكالمات التي تم التقاطها بواسطة "TRR-38" إلى بنك بيانات وكالة الأمن القومي الأمريكية حيث يمكن للغويين والمحللين الوصول إليها بعد بضع دقائق من التأخير.
وذكرت المجلة أن وكالة الأمن القومي لديها تسجيلات لصوت الحارثي، لذا عرفت كيف يبدو صوت المشتبه به في العملية الإرهابية. كما حصلت الوكالة على قائمة جزئية بأرقام الهواتف التي يستخدمها الحارثي. وتنبه الأنظمة التلقائية محللي وكالة الأمن القومي إذا نشط أحد الأرقام. يستمع المحلل إلى المحادثة مباشرة على أمل التعرف على صوت الحارثي.
تقول المجلة إن "جرس الإنذار انطلق في 3 نوفمبر 2002، كان أحد أرقام الحارثي قيد الاستخدام، قام أحد المحللين بإسناد الإشارة إلى نظام تحديد المواقع العالمي وتحديد مصدرها: محافظة مأرب".
وتابعت "أتصل المحلل بفريق طائرة بدون طيار سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية متمركزة في جيبوتي بشرق إفريقيا. ولحسن الحظ كان لدى وكالة المخابرات المركزية بالفعل طائرة مسلحة بالصواريخ في دورية بالقرب من مأرب. اتجهت الطائرة بدون طيار نحو الإحداثيات المحددة التي قدمها محلل وكالة الأمن القومي".
في غضون ذلك، تضيف المجلة "حاول المحلل مطابقة الصوت القادم من القمر الصناعي مع ما كان يعرفه بأنه صوت الحارثي لكنه لم يكن يبدو مثله، لقد كان رقم الحارثي صحيحا، لكن المتحدث لم يكن الإرهابي".
قال مصدر لبامفورد: "فجأة يسمع المحلل المفاجئ مثل محادثة مدتها ست ثوان، وهو نفس صوت الرجل المطلوب، إنه في المقعد الخلفي للسيارة وهو يعطي توجيهات للسائق".
وأردفت المجلة الأمريكية "قام المحلل بتسجيل المكالمة وتشغيلها بسرعة لمحلل آخر أكدها: الصوت الثاني على الهاتف كان الحارثي، على ما يبدو في سيارة في طريقه إلى مكان ما في مأرب، مع سائقه الذي يستخدم الهاتف".
وأوضحت أن وكالة المخابرات المركزية كانت في طريقها بالفعل، وعندما وصلت تم مسح الهدف وأطلق صاروخ هيلفاير انفجر على السيارة فقتل الحارثي وآخرين.
وقال مصدر لبامفورد: "إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي من تم مكافأتها عن ذلك لأن العملية كانت من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي أطلقت الصاروخ الذي قتل الرجل المستهدف، لكن الطريقة التي قتلوا فيها الرجل كانت تعود لجهود محلل وكالة الأمن القومي الذي كان يستمع للاتصال".
وختمت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرها بالقول إن "القتل المستهدف للحارثي على أساس مكالمة هاتفية تم اعتراضها ساعد بالتأكيد على تعزيز التصور -المنتشر الآن في الحكومة الفيدرالية- بأن المراقبة تساعد على جعل أمريكا أكثر أمانًا أو على الأقل يمنح أمريكا القدرة على الانتقام من الأعمال الإرهابية التي فشلت في وقفها".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست