ميدل إيست آي: لبنان واليمن يتصدران أجندات المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 24 أبريل, 2021 - 12:01 صباحاً
ميدل إيست آي: لبنان واليمن يتصدران أجندات المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد (ترجمة خاصة)

قال مسؤولون عراقيون مطلعون على الحوار لموقع "ميدل إيست آي" إن لبنان واليمن هما على رأس أولويات المفاوضين الإيرانيين والسعوديين الذين يجرون محادثات في بغداد.

 

وأضاف الموقع في تقرير ترجمه "الموقع بوست"، أنه على الرغم من المحادثات الجارية بين الخصمين الإقليميين على الأراضي العراقية، فإن أنشطة طهران والرياض في البلاد ليست جزءًا من المناقشات. وبدلاً من ذلك، فإن وقف هجمات الحوثيين على منشآت النفط السعودية وإيجاد مخرج من المأزق السياسي في لبنان يتصدران جدول الأعمال.

 

واجتمعت إيران والمملكة العربية السعودية، اللتان تدعمان الأطراف المتصارعة في دول الشرق الأوسط وليس لديهما علاقات دبلوماسية منذ عام 2016، في العاصمة العراقية في 9 أبريل/نيسان، في محاولة لتهدئة التوترات.

 

وقال مسؤولون وسياسيون عراقيون مطلعون على تقدم المفاوضات لموقع "ميدل إيست آي" إن العراق ليس جزءًا من المناقشات في هذه المرحلة وأن التركيز كان بدلاً من ذلك على القضايا الأخرى التي يراها الطرفان كأولويات.

 

مسؤول عراقي رفيع مطلع على سير المفاوضات قال إن "العراق هو الوسيط في هذه المفاوضات وبالتالي لن يكون جزءا من هذه المحادثات، خاصة وأن النفوذ السعودي في العراق محدود للغاية. لذا فالأولوية هي ملفات أخرى". ومثل أي شخص يقابله ميدل إيست آي، تحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته.

 

وأضاف: "اللقاءات ما زالت في مهدها، لكنها مستمرة، وكلاهما يحتاج إلى عدة جولات لكسر الجليد وبناء الثقة بينهما، خاصة وأن الخلاف امتد لفترة طويلة، لذا يحتاجان إلى وقت قبل ظهور أي نتائج".

 

وتابع "بالنسبة لنا رتّبنا الظروف المناسبة لهم، ووفرنا لهم مكانًا، وكفلنا السرية لهم. وما يتبقى يخصهم وليس لنا".

 

مزاج المفاوضات

 

كان أغلب التنافس بين إيران والسعودية في المنطقة متنازعًا على أسس طائفية، حيث أدت الصراعات السياسية والعسكرية إلى خفض الانقسام السني الشيعي. لقد عانى العراق من أضرار جسيمة من الصراع الطائفي، خاصة في السنوات 2006-2008، عندما قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من كلا الطائفتين بسبب الاشتباكات الدينية.

 

وشهدت عشرات البلدات والمدن تغيراً ديمغرافياً جذرياً لم تنجح أي حكومة عراقية متعاقبة في التعامل معه حتى اليوم.

 

وعلى الرغم من انخفاض النفوذ السعودي في العراق بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مقارنة بنفوذ إيران، إلا أن للسعوديين نفوذ على استقرار الأمن العراقي لا يمكن تجاهله.

 

بالإضافة إلى ذلك، من المعتقد أن اتفاقًا إيرانيًا سعوديًا من شأنه أن يحيد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران ووسائل الإعلام الملتهبة المدعومة من السعودية، ويفتح الباب أمام أموال وشركات من الرياض للاستثمار في العراق، حسبما قال مسؤولون وسياسيون عراقيون لموقع "ميدل إيست آي".

 

وكرئيس سابق للمخابرات العراقية، يتمتع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعلاقات جيدة مع أجهزة معظم دول المنطقة، لا سيما إيران والسعودية. وقال مسؤولون عراقيون وقادة سياسيون مقربون من الكاظمي لموقع ميدل إيست آي إنه أيضًا أحد الحلفاء "المفضلين" لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البلاد.

 

واستغل الكاظمي هذه العلاقات لإقناع المسؤولين السعوديين والإيرانيين بالجلوس في بغداد ومعالجة نقاط الخلاف بينهم. وقال الحلفاء إنه قام شخصيا برعاية وتوجيه الجهود للتقريب بينهما.

 

المؤشرات الأولية للمحادثات وصفت بأنها "واعدة"، والحوار مستمر، ولم يقتصر على جلسات محددة. وقال مسؤولون إن وفدا إيرانيا وصل إلى بغداد يوم الاثنين لبحث آخر التطورات مع حلفاء إيران العراقيين وتمهيد الطريق لاستئناف المحادثات في وقت لاحق.

 

وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى مطلع على المفاوضات لموقع ميدل إيست آي: "الأمور جيدة وكل شيء على ما يرام. لدى الجانبين رغبة قوية في حل نزاعاتهما". "العراق مؤهل للعب دور إيجابي في المنطقة".

 

السعوديون بحاجة إلى "الخروج من فلك الولايات المتحدة"

 

الدلائل تشير إلى أن السعودية حاليًا في وضع "أضعف" من إيران ويبدو أنها بحاجة أكبر إلى نجاح المحادثات، حيث تبدو الإدارة الأمريكية الجديدة غير مهتمة بمعاملة الرياض كحليف رئيسي لها في المنطقة.

 

وقال مسؤول عراقي إنه مع سعي إدارة بايدن أيضًا لاستئناف الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، "يرى السعوديون أن الوقت قد حان للخروج من فلك الولايات المتحدة".

 

 إن حرب السعودية التي استمرت ست سنوات في اليمن ضد الحوثيين تقوض المملكة، حيث تطلق حركة المعارضة المتحالفة مع إيران صواريخ وطائرات بدون طيار بشكل روتيني على منشآت النفط والمطارات السعودية.

 

وفي المقابل، إيران، رغم عزلتها الدولية الكبيرة واقتصادها المنهار، والتي ضربتها عقوبات أمريكية شرسة، لديها نفوذ كبير على السعوديين من خلال قدرتها على وقف هجمات الحوثيين، إذا رغبت في ذلك.

 

وفي غضون ذلك، تتقدم المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الاتفاق النووي بسرعة، مع توقع إسقاط العديد من أشد العقوبات قسوة وشيكًا.

 

أخبر مراقبون ومسؤولون عراقيون موقع "ميدل إيست آي" أن الأولوية القصوى للرياض هي إنهاء الهجمات على أراضيها التي ينفذها حلفاء إيران في اليمن وفي العراق أحيانًا. من جهة أخرى، قال مسؤول مطلع على المحادثات إن تسهيل العلاقات مع دول الخليج العربية لإنهاء عزلة إيران وتعزيز اقتصادها "حاجة ملحة، وإيران تسعى لتحقيق ذلك في هذه المرحلة".

 

فبينما يمكن للمملكة السعودية أن تعرض على إيران طريقًا للتطبيع مع حلفائها العرب، يمكنها أيضًا تقديم الدعم للبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية مخيفة أثرت بشكل خطير على وكلاء طهران اللبنانيين.

 

وعلى الرغم من أزمة لبنان، فقد أثبت قادته أنهم غير قادرين تمامًا على تشكيل الحكومة منذ استقالة الحكومة السابقة بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.

 

وتقول مصادر إن الرياض يمكن أن تضغط على حليفها سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية والخصم التقليدي لحزب الله "لتسريع تشكيل حكومة يدعمها حزب الله"، وعلى الرغم من أزمة لبنان، فقد أثبت قادته أنهم غير قادرين تمامًا على تشكيل الحكومة منذ استقالة الحكومة السابقة بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.

 

وتقول مصادر إن الرياض يمكن أن تضغط على حليفها سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية والخصم التقليدي لحزب الله "لتسريع تشكيل حكومة يدعمها حزب الله"، الأمر الذي قد يكون على حساب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

 

وقال أحد المسؤولين العراقيين المطلعين على مسار المحادثات "الإيرانيون في وضع أفضل في هذه المفاوضات، على الرغم من معاناتهم الاقتصادية وطموحهم للحصول على فرصة لتطبيع وضعهم في المنطقة وكسر عزلهم"، لكن بالمقابل "تبدو السعودية في حالة يائسة وتحتاج إلى هذه المحادثات لتحقيق النجاح".

 

من وجهة نظر إيران، لا تستطيع السعودية فعل الكثير في العراق، لذا فإن لبنان على رأس أولويات الإيرانيين، واليمن على رأس أولويات السعوديين. "وتعتبر الإدارة الأمريكية الجديدة الحرب في اليمن مشكلة السعوديين وعليهم حلها بأنفسهم، وهذا ما يحاول السعوديون فعله الآن".

 

فوائد للعراق

 

يعتقد القادة والمراقبون السياسيون العراقيون أن معظم الخلافات بين إيران والسعودية هي "عروض تستند إلى شعارات وليس خلافات قائمة بالفعل"، على حد تعبير زعيم سياسي مقرب من الكاظمي.

 

وأضاف أن التركيز على المصالح المشتركة وتقاسم السلطة في الساحات المشتركة "سيسهم في تخفيف التوترات في المنطقة" وينعكس إيجابا بشكل أو بآخر على العراق.

وأضاف الزعيم الساسي "إذا وجدت إيران مصلحة في تنقية الأجواء مع خصمها التقليدي في المنطقة من خلال الوساطة العراقية، وخففت الولايات المتحدة ضغطها على إيران، فإن وجود حكومة قوية في العراق واستقرار الوضع الأمني ​​سيكونان أكثر فائدة للإيرانيين من حكومة ضعيفة ووضع امني هش".

 

وتابع "في مرحلة ما، إذا شعر الإيرانيون أنهم في وضع يسمح لهم بعقد صفقة حقيقية بضمانات لا يمكن التنصل منها، فسوف يتخلون عن الجماعات المسلحة التي يدعمونها ويحمونها داخل العراق".

 

وشدد السياسي على أن طهران لن تضحي بالحوثيين أو حزب الله، لكنها ستكون سعيدة بتقليص دعمها وتغطيتها للفصائل المسلحة التي تدعمها في العراق.

 

وقال "في الحقيقة هذه هي الإستراتيجية التي يعمل الكاظمي على تحقيقها: تقديم حليف مفيد لإيران يمكنه الحفاظ على مصالحها دون مشاكل أو خسائر أو عقوبات مقابل تخليها عن الفصائل داخل العراق".

 

 واستطرد أن "أي نجاح في هذا الملف يعني أن الطرفين سيواصلان دعم الكاظمي وحكومته خاصة في الأشهر القليلة المقبلة التي ستشهد حتما أزمات كثيرة قبيل الانتخابات النيابية في أكتوبر".

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات