تشهد العاصمة صنعاء غد الأحد احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة بحقوق ورواتب الموظفين المنقطعة منذ ثلاثة أشهر، ومن المتوقع أن تخرج مظاهرات واحتجاجات مماثلة في محافظات إب وذمار وحجة والمحويت وعمران ومدن أخرى.
وأعلن الآلاف من الموظفين لجوؤهم للاحتجاجات ابتداءا من يوم الأحد المقبل حتى صرف رواتبهم التي تسبب انقلاب مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في حرمانهم منها، وتهديد أسرهم بالمجاعة التي وصلت إلى معظم البيوت.
ومنذ انقلب الحوثيين على السلطة الشرعية سيطروا على إيرادات الدولة من النفط والغاز والضرائب والجمارك وكل المؤسسات الايرادية وحولوها لصالح المجهود الحربي، قبل أن تضطر الشركات النفطية العاملة في البلاد لإيقاف نشاطها بعد أن فتح الاتقلابيون جبهات قتالية في مختلف أنحاء البلاد.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن الاحتياط النقدي كان 5 مليار و200 مليون دولار حين سيطر الحوثيون على السلطة، ليتراجع إلى أقل من 700 مليون دولار في أغسطس الماضي، بحسب بيان للبنك المركزي اليمني، مع عجزهم عن توفير رواتب موظفي الدولة وأفراد الجيش والأمن، وسط تقارير تؤكد نهبهم للاحتياط النقدي، لصالح الجماعة الانقلابية.
ولم تكتف مليشيا الحوثي التي كانت تستلم مبلغ 25 مليار ريال شهريا من البنك المركزي مع نسب مهولة من بقية المؤسسات الحكومية الإيرادية تصل إلى 30 % من نسبة عائداتها، بهذه المبالغ الكبيرة، بل فرضت على رجال الأعمال والشركات التجارية وحتى المواطنين إتاوات ضخمة باسم المجهود الحربي، ومؤخرا لجأت إلى جمع مبالغ مالية من كل فئات الشعب بما فيهم طلاب المدارس، بحجة دعم البنك المركزي.
ويرى مراقبون للشأن المحلي أن الاحتجاجات الحقوقية والمطلبية التي ستبدأ يوم الأحد ستستمر لأيام، ويظهر ذلك جليا في مواقع التواصل الاجتماعي التي تضج بمنشورات غاضبة وساخطة للمطالبة بحقوق الموظفين المنهوبة واستعادتها بضغط شعبي من المتوقع أن يؤتي ثماره خلال أيام.
وكان القيادي السابق في جماعة الحوثيين وناطقهم الرسمي لمدة عامين علي البخيتي قد اعترف في حوارات صحفية ومنشورات تضمنتها حساباته الشخصية، بأن لدى جماعة الحوثي من الأموال والثروة ما يغطي رواتب الموظفين وأفراد وضباط الجيش والأمن لمدة عامين.
وفيما تعيش آلاف الأسر تحت خط الفقر ويموت المئات من الأطفال جوعا في مختلف المحافظات اليمنية، تؤكد تقارير إخبارية قادمة من العاصمة صنعاء أن قيادات الحوثيين كونت ثروات مالية ضخمة خلال الفترة الماضية بطرق غير مشروعة، على حساب لقمة عيش المواطن البسيط.
وكانت مليشيات الحوثي فرقت بالرصاص الحي بالعاصمة صنعاء مظاهرة احجاجية ، مطلع نوفمبر الجاري، لمنتسبي الجيش والأمن، دعا لها المخلوع صالح وانصاره، تطالب بصرف الرواتب الموقوفة منذ 3 أشهر.