برشلونة يواجه ليفربول: فليحذر "سوبرمان" من "الكريبتونيت"
- وكالات الاربعاء, 01 مايو, 2019 - 04:07 مساءً
برشلونة يواجه ليفربول: فليحذر

هي مواجهة الهجوم دون منازع. في برشلونة هناك سواريز وكوتينيو، وخلفهما ميسي، والجميع يعرف ما يمكن أن يفعله هذا اللاعب لوحده على أرض الملعب. وفي ليفربول هناك ثلاثي "فتاك" لا يرحم بقيادة فيرمينيو، ساديو ماني، والمصري محمد صلاح هداف "الريدز".

 

ليفربول ليس ضعيفاً أمام برشلونة، والأخير ليس فريقاً من "البريميرليغ" بالنسبة "للريدز". ربما تجمع الفريقين خصائص مشتركة، خصوصاً في خطي الهجوم والدفاع، مع أفضلية لبرشلونة في خط الوسط بشكل مؤكد، إلا أن هذه الميزة قد لا تنفع أمام فريق مثل ليفربول، لعدة عوامل فنية يعتمدها المدرب الألماني يورغن كلوب في خطته التكتيكية.

 

"سوبرمان" و"كريبتونيت"

 

يُصنف المحللون الكرويون برشلونة على أنه أفضل المرشحين لحصد لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، نظراً لقوته ولوجود لاعبين مُميزين في الخطوط الثلاثة، وربما وجود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في التشكيلة هو العامل الأساسي في ترجيح كفة النادي "الكتالوني" أمام أي فريق أوروبي يلعب ضده وحتى لو كان هذا الفريق بحجم ليفربول.

 

ووفقاً لهذه المعطيات، فإن فريق برشلونة يمكن تشبيهه بشخصية "سوبرمان" (الفيلم الأميركي الشهير)، وهو أقوى رجل في العالم والذي لا يمكن أن يُهزم بسهولة. لكن نقطة الضعف الوحيدة لهذه الشخصية السينمائية الخارقة هي مادة خيالية من عالم الفضاء تُعرف بـ"الكريبتونيت"، المادة الوحيدة القادرة على سلب "سوبرمان" قوته الخارقة وتحويله إلى شخص عادي قابل للسقوط.

 

وفي مواجهة ليفربول وبرشلونة، مادة "الكريبتونيت" تتمثل بأسلحة فريق "الريدز" القوية والتي تهزُ عرش أقوى الأندية الأوروبية. وبالتالي فإن عدم إظهار برشلونة تحسناً كبيراً في جميع الخطوط وحفاظه على صلابته الهجومية والدفاعية سيجعله ضحية على أرض الملعب.

 

يمكن لفريق ليفربول إضعاف قوة برشلونة بطريقة لعبه المُعتادة والتي تعتمد أساساً على السرعة والقوة البدنية. وبالتالي فإن سلاح "الكريبتونيت" قد يتمثل بالتمريرات السريعة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم بإيقاع سريع وكأن اللاعبين يتحركون ككتلة واحدة، هذا عدا عن "الثلاثي" الهجومي الذي لا يرحم والكرات العرضية الثابتة التي تمثل أحد أسلحة الفريق الإنكليزي.

 

لكن مهمة إضعاف قوة "سوبرمان" في ملعبه "كامب نو" تبدو شبه مستحيلة، نظراً للأرقام التي حققها النادي "الكتالوني" على الصعيد الأوروبي، إذ إن برشلونة خاض 31 مباراة أوروبية متتالية على أرضه دون أن يتعرض لأي خسارة، كما أن ليفربول سيواجه خصماً فاز في 28 مباراة وتعادل في ثلاث خلال آخر ست سنوات من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، في وقت سجل الفريق 91 هدفاً وتلقى 15 هدفاً في شباكه فقط.

 

برشلونة والعروض القوية

 

يعلم فريق برشلونة الإسباني أن قوته تكمن في عناصره المُميزة التي يملكها في الخطوط الثلاثة، بدايةً من الحارس تير شتيغن وصولاً إلى المهاجم لويس سواريز، وجميعهم لا يتميزون فقط بالموهبة بل بالذهنية التي تمنحهم الأفضلية، خصوصاً في فن التعامل مع الكرة.

 

يعرف نجوم فريق برشلونة أن ترك الفراغات بين الخطوط الثلاثة في المباريات العادية يُضعف الفريق كثيراً، لأن هذا الأمر يحرمه من الكرة وهي العادة التي يُمارسها دائماً على الخصوم. وهذه المرة المباراة لن تكون عادية أمام فريق بحجم فريق ليفربول، والذي يعرف جيداً كيفية استغلال المساحات، خصوصاً في الهجمات المرتدة عبر الثلاثي الهجومي الناري.

 

وعلى برشلونة التعامل مع الضغط المتواصل من الخصم طوال 90 دقيقة بذكاء وبأفضل طريقة ممكنة، وذلك لتفادي ارتكاب أخطاء مُكلفة، خصوصاً في الخط الخلفي. في المقابل، فإن اللاعب الوحيد القادر على كسر كل الخطط التكتيكية لأي فريق هو باختصار ليونيل ميسي.

 

ويُمكن اعتبار ليونيل ميسي "سوبرمان" برشلونة، فهو صاحب القوة الخارقة وعملية إيقافه هي الشيء الوحيد الذي كان يُضعف النادي "الكتالوني" بأكمله، خصوصاً في ظل الأداء القوي الذي يُقدمه النجم الأرجنتيني في الموسم الحالي والجولات الأخيرة في منافسات الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.

 

كما أن برشلونة في الموسم الحالي وبقيادة المدرب إرنستو فالفيردي أمسى الفريق الذي لا يسقط بسهولة وإن كان متأخراً بالأهداف. ففي موسم 2018-2019، قدم النادي "الكتالوني" ربما أفضل أداء له في عهد المدرب فالفيردي وحقق الانتصارات المتتالية، وخرج من أصعب المباريات بنتائج إيجابية، ونادراً ما أنهى برشلونة مبارياته بنتائج سلبية باستثناء الخسارات الثلاث التي تلقاها في بطولتي الدوري والكأس.

 

والجميع يتذكر، وخصوصاً جماهير برشلونة الإسباني، ما قاله ليونيل ميسي في الخطاب الشهير في ملعب "كامب نو" عندما وعد الجمهور بأن لقب دوري أبطال أوروبا سيكون موجوداً هنا مع نهاية الموسم، وأن النادي "الكتالوني" سيبذل كل ما يملك بغية تحقيق "الثلاثية" التاريخية.

 

وحتى هذه اللحظة وقبل خوض ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يبدو أن ميسي يقود برشلونة في الطريق الصحيح للوفاء بوعده الذي قطعه قبل بداية الموسم الكروي الجديد، وأمسى النادي "الكتالوني" اليوم أقرب لتحقيق ثلاثية (الدوري، الكأس ودوري أبطال أوروبا) وربما الذهاب نحو السداسية بعد ذلك نظراً للشغف والقتال الكبير الذي يُقدمه ميسي وزملاؤه على أرض الملعب.


التعليقات