كشف عن مجموعة إصدارات جديدة..
الشاعر عبد الودود سيف في حوار.. يتحدث عن بعض دواوينه وتجربته الشعرية التي بدأها عام 1975
- حوار خاص الخميس, 29 سبتمبر, 2022 - 05:56 مساءً
الشاعر عبد الودود سيف في حوار.. يتحدث عن بعض دواوينه وتجربته الشعرية التي بدأها عام 1975

[ الشاعر والباحث اليمني عبدالودود سيف بن سيف ]

كشف الشاعر والصحفي اليمني عبدالودود سيف بن سيف عن سبب اختفاءه وابتعاده عن الأضواء الصحفية والتلفزيونية خلال العقد الأخير.

 

وقال بن سيف في حوار "على امتداد تجربتي العملية صحفياً وباحثاً والتي امتدت لأكثر من خمسين عاماً، ابتعدت عن الاضواء الصحفية والتلفزيونية، وخاصة المقابلات، وظلت مختفياً طيلة السنوات الأخيرة، للتفرغ لعملي البحثي،  الذي أنجزت فيه الإصدارات والأبحاث".

 

وأضاف "أنا مع الحرب، وأسكن موقد الحرب، واتنفس بارود الحرب، وقد أعفيت نفسي في هذه الفترة من الاشتغال بأي مهام، سوى الانصات للإخبار والانشغال بمتابعة "الانترنت" والفيسبوك خصوصاً ومتابعة الحدث الثقافي من خلاله، وما ينشر في دائرة الاصدقاء من نتاجات إبداعية.

 

وأشار إلى أن هذه الفترة توافق استكانته لعمره التقاعدي الذي انتظره بالصبر، بعد أن جاوز في عمله الوظيفي قرابة النصف قرن.

 

نص الحوار:

 

*أين هو الشاعر عبد الودود سيف هذه الفترة؟ ولماذا ظل مختفياً طول السنوات الأخيرة ؟

 

**السؤال يشمل  قسمين : أين أنا في هذه الفترة ؟ أنا مع الحرب، وأسكن موقد الحرب، واتنفس بارود الحرب، وقد أعفيت نفسي في هذه الفترة من الاشتغال بأي مهام. سوى الانصات للإخبار. والانشغال بمتابعة "الانترنت" والفيسبوك خصوصاً ومتابعة الحدث الثقافي  من خلاله، وما ينشر في دائرة الاصدقاء من نتاجات إبداعية.

 

وتوافق هذه الفترة استكانتي لعمري التقاعدي الذي انتظره بالصبر .. بعد أن جاوزت في عملي الوظيفي قرابة النصف قرن.

 

وحتى لو تجاوزت نشاطي المذكور إلى ابعد منه، فإن ظروفي الصحية الجسدية لا تعينني خاصة ونحن نعيش ظروف الحرب بكل جحيمها المادي والمعنوي.

 

اما القسم الثاني من السؤال : وهو لماذا ظل مختفياً طيلة السنوات الأخيرة، فقد كنت متفرغاً لعملي البحثي،  الذي أنجزت فيه الإصدارات التالية:

 

1- شعر التسعينات في اليمن : مختارات شعرية. صدرت في كتاب عن مؤسسة العفيف.

2- شعر محمد انعم غالب: دراسة ونشر ثلاثة دواوين . نشرت في كتاب مطبوع عن مركز الدراسات والبحوث اليمني.

3- البوصلة : بحث في شعرية الزبيري صدرت في كتاب عن مركز الدراسات.

4- دراسة في دور الأحرار اليمنيين التنويري: 1948 الخلفية والحدث. صدر في كتاب عن مركز الدراسات اليمني.

5- الأدب اليمني المعاصر: دراسة في الرواية والقصة القصيرة والشعر. يفترض الطبع. وآمل اذا كوفئت بالتقاعد تجهيز العشرات من الأبحاث والدراسات المكتوبة والمنشورة، والمتطلبة اعدادها في كتب مخصوصة ونشرها.

 

2- "زفاف الحجارة للبحر" هو الديوان الوحيد الذي وفقت في نشرة عام 1999.

 

اما قولك إن قادري أحمد حيدر وصفه في أحد مقالاته بالديوان اليتيم، فهذا الوصف لا يخصني وانما يخص قادري أحمد حيدر.

 

وهو بالنسبة لي ديوان من خمسة دواوين أعددتها للنشر من شعري.

والديوان الثاني : طاوؤس اللهب

والديوان الثالث : النورس

والديوان الرابع : حدائق النيروز

والديوان الخامس : شعر البواكير : سفر الحلم ..والمنفى..

 

وجميع هذه الدواوين توثق لتجربتي الشعرية من عام 1975 وتغفل النتاج قبل ذلك.

 

ولعل ذنب ديوان "زفاف الحجارة للبحر" انه فتح باباً، أثار غيرة زملائي الشعراء ورفضت دواويني كلها من النشر عام 2005م، حيث كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية وكان المقرر طبع 500 عنواناً فلم تستكمل واستكملت بما قل شأنه عن الثقافة العربية.

 

3- أعلنت نشر ديوان "النورس" وهو الديوان الثالث عام 2019م  ولم اتمكن من نشره لاحقاً.

 

وقد اكتسب اسمه من كونه مكتوباً خارج اليمن واغلبه مادة نصية نثرية .سوى نص واحد تفعيلي .

 

4- "اكسروا الكأس ! فصوت الريح أخاذ ومرأى الروح – ملقاة بقاع الريح – مدعاة ابتهاج".

 

هذا الختام الافتراضي لـ"قبة الورد" التي كان مطلعها :

كل ما يصلح للكسر سندعوه زجاج

ونسمي العمر مهراً جامحاً

ونقول: الرأس تاج

وندير الأرض في اقدامنا التعبى

ونأتي كي ندّمي قامة الشكِ بأيدينا

ونبني حول جثمان مراثيها ضريحاً وسياج

 

واذا نظرنا إلى النص على انه رثاء فهو رثاء لقبة الروح بكل مسمياتها الجميلة:

 

الثورتان اليمنيتان، الحزبان الاشتراكي المؤتمر العام، الوطن، وقد ضمنت هذه المرثاة ديوان :طاوؤس اللهب في قسم المراثي : الشمعدان ويضم عدة نصوص كما سأوضح.

 

*في قصيدتك الفراشة واللهب المهداة إلى القاضي عبدالرحمن الإرياني والأستاذ عمر الجاوي .. الإرياني الذي ترك الحكم كيلا يسفك دم طائر والجاوي الذي كان رمزا للدفاع عن الانسان والحرية .. من الفراشة ومن اللهب؟"

 

** ليس هكذا السؤال لأنهما الإثنين فراشتان على مذبح النضال الوطني.

 

ألم تأخذ بالك من ما جاء في المرثية : قمران من مسك وعنبر، أو خاتمان تراقص الياقوت في فصيهما ألقاً.. وظلا 

 

فكيف إذن تبني سؤالك، وفقاً للعنوان، إن أحدهما فراشة والآخر اللهب.

 

لو أمعنتِ في النص ستجد أن النص معقود على فراشات الشهداء ولهب النضال الوطني.

 

والاثنان يمثلان جيلين من أجيال الحركة الوطنية وقد توفيا في وقت واحد فجاء الجمع بينهما في المرثاة بسبب وفاتهما في تاريخ متقارب.

 

*ما إذا كان قد تشابك أثناء قراءتي للقصيدة - دلالة حب البردوني بغيره من الدلالات الأخرى المقروءة في النص، رغم حرصي الشديد على الفصل بين الشاعر وأثره (أقصد نصه).

 

**وأن يكن قد حدث التشابك المذكور ، رغماً عني، فهذا يقوي ، بلا شك، الاعتقاد الذي يذهب إلى القول بصعوبة الفصل بين النص وكاتبه وقارئه.

 

*هذا كان ختامك لقراءتك في الديوان التاسع لشاعر اليمن عبدالله البردوني كائنات الشوق الآخر.. فهل نستطيع القول بأن التشابك الذي ذكرت يتسلل بروحك أيضا إلى قصائدك التي تكتنز بالحنين للرفاق ، الوطن، العمر الأول والحب مثلما في قصائدك نقش على خيط الحرير ، الفراشة واللهب ، الجنتان ...إلخ؟

 

**لي قصة مع قصائد المراثي، وهي أن أي شخص رثيته لا بد من اقتراني به في فترة تجربة القصيدة، فأصبح كأني انا هو او هو أنا ومن هنا يختلط في أكثر مراثيَ صوتيَ بأصواتهم ويصبح حديثي حديثهم.

 

ويحوي ديواني "طاوؤس اللهب " قسماً فيه يحتوي عنوان " الشمعدان"  الذي جاء في مقدمته الإشارة إلى ان المتكلم في النص هو المرثي

 

يشمل ذلك ثلاث قصائد:

 

الأولى : "كان " وهي بصوت عبد الرقيب الحربي .

الثانية :  " الكفن الوطن " وهي بصوت عبد اللطيف الربيع .

الثالثة : " قبة الورد " وهي بصوت أنيس حسن يحيى. أدام الله في عمره يرثي الحزب الاشتراكي والثورتين اليمنيتين.

 

الرابعة  : التي يحويها  " الشمعدان " وهي الفراشة واللهب وهي بصوتي مهداة إلى القاضي عبد الرحمن الأرياني وعمر جاوي، وكل ما اكتبه لا بد ان يمر بمصفاة هي روحي فإذا انفعلت به يصبح جزءاً من هذا المنوال.

 

وقد أشرت إلى علاقتي بقراءة ديوان البردوني المذكور على هذا النحو.

 

* إلى الشهداء : آباء الخيبة "في قصيدة "جلنار " يا له من عنوان صادم لقصيدة.. هل ترى بأن النضال تحطم في وجه التلاشي وبأن الرفاق الذين رحلوا جسدوا قصة الدونكيشوت وتواروا بلا جدوى مقابل طواحين الهواء ؟"

 

**قصيدة  "شجرة الجلنار" مهداة إلى الشهداء اباء الخيبة وليس العكس.

 

و"الجلنار"، "زهرة الرمان" وقد تحولت في العنوان إلى شجرة.

 

وقد اضطررت إلى قراءة مراجع عديدة عن زهرة الرمان قبل كتابة القصيدة وتبين لي ان " جلنار " مزاج كلمتين في اللغة الفارسية وشقيقاتها اللغات الشرقية وهما جل وهي زهرة  ونار وهي نار فتصبح هكذا زهرة النار والحمرة في زهرة الرمان شبيهة الجمر وهذا ما يبرر التسمية .

 

أما شجرة الجلنار فهي شجرة زهرة الرمان وهي شجرة عاتية يعتبر الوقود بها من افضل الوقود . لأنها قوية وتدوم نارها وقتاً أطول .

 

وواضح أن العلاقة بين شجرة الرمان ودم الشهداء بينة.

 

أما عن تكملة السؤال فهو واضح من الرمز وأن دم الشهداء خالد ومستمر والخيبة هي في صنع من يحكموا باسم الشهداء، وما تبقى في السؤال هو في قراءة القصيدة كامل.

 

*ملاحظة:

الحوار عبارة عن لقاء صحفي أجري مع الشاعر، ولم ينشر، وأعاد نشره في صفحته بالفيسبوك، وأعاد الموقع بوست نشره إلكترونيا.


التعليقات